للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعرض عن بعض، ومنه قوله تعالى: {وما تَفْعَلُوا مِنْ خَيرٍ يعْلَمْهُ الله} (١)، {أولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} (٢) أي: يُجازِي عليه.

١١ - وَضَمَّ نَصُوحاً شُعْبَةٌ مِنْ تَفَوُّتٍ … عَلَى الْقَصْرِ وَالتَّشْدِيدِ شَقَّ تَهَلُّلَا

{نَصُوحَاً} (٣) أي: مبالغةً في النصح للناس، وفعُولٌ للمبالغة أي: تنصح الناسَ/ لظهور أثرها في صاحبها، فيدعوهم إلى مثلها، أويكون إسناد النصح إليها مجازاً، والنصوح هو التائب في الحقيقة، وقيل: هو من نصاحة التوبة أي: توبةً ترفع الخَلَل، وقيل: هو مِنْ قولهم: عَسَلٌ ناصحٌ أي: خالِصٌ أي: توبةً خالصةً، و {نُصُوحَاً} بالضم مصدر نَصَحَ، ونُصُوحاً مثل: الكفر والكُفُور أي: توبوا لأجل نُصُوح أنفسكم، أو توبةً تَنْصَح نُصُوحاً، أو ذاتُ نصوحٍ.

و {تفوُّتٍ} (٤) و {تَفَاوُتٍ} واحدٌ كالتَّعَهُّدِ والتَّعَاهُد أي: ماترى في خلق الله السماءَ من اختلافٍ ولاتباينٍ.

وشَقَّ مِنْ شَقَّ البرق وتهلّل إذا تلألأ وأضاء، وإنما قال ذلك تنبيهاً على شهرته، وأنه مضيءٌ مستنيرٌ، لأنَّ الأخفش (٥) قال: إنما يقال: تفاوت الأمر، ولايقال: تَفَوَّت، وقد حكى أبو زيدٍ تفوَّت، وقال سيبويه (٦): ضَاعَفَ وضَعَّفَ.


(١) الآية ١٩٧ من سورة البقرة.
(٢) الآية ٦٣ من سورة النساء.
(٣) الآية ٨ من سورة التحريم.
(٤) الآية ٣ من سورة الملك.
(٥) لم أجده في كتابه معاني القرآن.
(٦) الكتاب ٤/ ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>