للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يروي بعضها روايةً ولايقرئ بها فاغترَّ ببعضها بعض الضعفاء والنحاة، فظنّ أنّ القراءة يجوز فيها الاختيار دون النقل والأثر.

قال شيخنا رحمه الله: فتحمل بعضها من لا علم له ولامعرفة ولاشهرة من غير بحثٍ ولاسؤالٍ اه.

و «زهراً»: جمع زاهر يقال: زهرت النار: إذا كثر ضوءها، أوجمع أزهر، والأزهر: القمر، ولما كمل فضلاً وعلماً وفهماً وزماناً قال: «وكُمَّلا».

٢٢ - لَهَا شُهُبٌ عَنْهَا اسْتَنَارَتْ فَنَوَّرَتْ … سَوَادَ الدُّجَى حَتَّى تَفَرَّقَ وانْجَلَى

شهب: جمع شهاب، والشهاب في الأصل: شعلةٌ من النار ساطعة ثم قيل ذلك للكوكب المضيء، ونار واستنار: أضاء ونوَّر غيره أضاءه.

و «الدجى» جمعٌ واحدته دُجْيةٌ كمُدْيةٍ، ومُدَى، و «انجلى»: انكشف، وفي رفع شهب وجهان: إن شئت رفعته بتوسطت على أنه فاعلٌ، وإن شئت جعلته مبتدأً على رأي سيبويه، أو فاعلاً على قول الأخفش.

وقد كانوا في الوجاهة والشهرة كالشهب، وإنما نورت سواد الدجى بعد أفول البدور لأنهم نشروا هذا العلم بعد موتهم؛ وبذلك يصح المعنى، وإلا فنور البدور مغنٍ عن نور الكواكب.

قال شيخنا رحمه الله: فمنهم القاسم بن سلام رحمه الله مشهورٌ بمذاهب السبعة وله فيه اختيارات، وكثيراً مايعوَّل عليه في قراءة أبي عمروٍ، والكسائي، وقالون، وكتابه في القراءات كتابٌ جليلٌ ضرب في كل فن من الفضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>