للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضمومة وبعدها واوٌ أخرى فألقيت حركتها على اللام قبلها، وحذفت لالتقاء الساكنين فصار تَلوا وهو بمعنى تلووا؛ وقيل: هَمَزَ الواو لانضمامها كما فعلوا في (أدؤر)، ثم ألقى حركة الهمزة على اللام قبلها وحذفها.

فإن قيل: فأي فائدةٍ في تلووا أو تعرضوا وهما بمعنىً واحدٍ؟.

قلت: معناه وإن تلووا ألسنتكم عن شهادة الحق، أو القضاء به كما قال: {يَلْوونَ أَلْسِنَتَهُم بِالكِتَاب} (١) أو تعرضوا عن الشهادة فتمنعوها، أولا تسمعوها، ويحتمل أن يكون تلووا بمعنى وإن وليتم إقامة الشهادة، أو أعرضتم عنها.

٢٤ - ونُزِّلَ فَتْحُ الضَّمِّ والكَسْرِ حِصْنُهُ … وَأُنْزِلَ عَنْهُمْ عَاصِمٌ بَعْدُ نُزِّلا

الهاء في «حِصْنُهُ» تعود على نُزل، وحصنه خبر المبتدأ، والمبتدأ «فتح الضم والكسر» وهما خبر «نُزِّل».

وإنما كان الفتح حصنه لأنَّ قبله: {آمِنُوا بالله ورسُولهِ} (٢)؛ فيكون نزل عائداً على اسم الله تعالى؛ وكذلك {والكِتَاب الذي أَنْزَل} (٣)، وعلى هذا قرأ عاصمٌ {وقد نَزَّلَ عَلَيْكُم في الكِتَاب} (٤).


(١) الآية ٧٨ من سورة آل عمران.
(٢) الآية ١٣٦ من سورة النساء.
(٣) الآية ١٣٦ من سورة النساء.
(٤) الآية ١٤٠ من سورة النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>