للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إما أن يكون محذوفاً لالتقاء الساكنين ومنه (١):

تُذْهِلُ الشيخ عن بنيه وتُبدِي … عن خِدام العقيلةُ الحسناء

والثاني أن يكون صفةً، والخبر محذوفٌ وهو نبيُّنَا أو إمامنا، والثالث أن يكون (عزير) مبتدأ و (ابن) الخبر، وتُرِك التنوين لأنه لا ينصرف للعجمية والتعريف، وقول أبي عبيد: هو أعجميٌّ خفيف كنوح، ولوط/ ليس بصحيحٍ، فإنه على أربعة أحرف، وليس هو بتصغير أيضاً إنما هو اسم أعجمي جاء على هيئة المصغَّر [كسليمان] (٢) جاء على مثال عثيمان وليس بمصغَّر، وهذا هو الصحيح.

ويجوز أن يكون حملاً للخبر على الصِّفة لكونه أكثر ما يستعمل صفة، وقد كان الأصل أن يُنَوَّن في الصفة كالخبر إلا أنه كَثُر استعماله، ولأنَّ الصفة والموصوف شيءٌ واحد فاطَّرَد الحذف في الصفة وكثُر ذلك فحُمِل الخبر عليه، وأمّا مَنْ نَوَّن فإنه عنده عربيٌّ، وبالكسر وُكِّل لأنَّ الضمة في ابن ليست بلازمة.

٣ - يُضَاهُونَ ضَمَّ الهاءِ يَكْسِرُ عَاصِمٌ … وزِدْ هَمْزَةً مَضْمُومَةً عَنْهُ واعْقِلا

الهمز من قولهم: امرأة ضهيأ، وهو فَعْيِل عند الزَّجاج، والهمزة مزيدةٌ فيه عند غيره، ولم يجعله الزَّجاج كغِرْقاءٍ حيث اعتقد زيادة الهمزة فيه، وجعله من غَرق، لأنَّ الهمزة في ضاهأ أصلٌ بإجماع، وغيره يقول بعكس قوله: في كغِرقاءٍ؛ وضهيا وضهيأ والضهياء التي لا ثدْي لها، والتي لا تحيض، لأنها ضاهأت الرجال، ويجوز أن يكون الأصل يضاهِيُون فاستُثْقِلت الضمة على الياء فهمز ولم يحذف الياء، قال أبو إسحاق (٣): المضاهاة في اللغة المشابهة؛ والأكثر ترك الهمز.


(١) البيت لعبد الله بن قيس الرقيات وهو في ديوانه ٩٦، ومعاني القرآن للفراء ١/ ٤٣٢.
(٢) في (ع) [كمسلمات].
(٣) معاني القرآن للزجاج ٢/ ٤٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>