للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو الحسن: وهو كما قال.

أبو علي (١): يجوز أن يكون {جَمَعَ} لما يُجْمَعُ في قُرْبٍ، قال الله تعالى: {فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً} (٢) قال: وقول الأعشى (٣):

ولمثل الذي جمعتَ لريبِ الدَّ … هرِ يأبى حكومةَ الجُهَّال

وقوله:

لامرئٍ يجمع الأداةَ لريب الدَّ … هر لا مسنَدٍ ولازُمَّالِ

فالأشبه أن تكون أداة الحرب لا تجمع في وقتٍ واحدٍ إنما هو شيءٌ بعد شيءٍ، فتكون القراءتان على هذا واحداً، ومثله (٤):

ولها بالماطِرون إذا … أَكَلَ النَّمْلُ الذي جَمَعَا

والنمل لايجمع مايدَّخره في وقتٍ [واحدٍ] (٥).

٤ - وَصُحْبَةٌ الضَّمَّيْنِ فِي عَمَدٍ وَعَوْا … لإِيلَافِ بِالْيَا غَيْرُ شَامِيِّهِمْ تَلَا

٥ - وَإِيْلَافِ كُلٌّ وَهْوَ فِي الْخَطِّ سَاقِطٌ … وَلِي دِينِ قُلْ فِي الْكَافِرِينَ تَحَصَّلَا

{عُمُدٌ} (٦) جمع عمود، وكذلك {عَمَدٌ} وهما مثل: جَزَور وجُزُر، وأَديم وأُدُم قاله الفرَّاء (٧)، وقيل: عَمَدٌ اسم للجمع، لأنَّ جمع فعولٍ، وفَعيل، وفِعالٍ فُعُلٌ كرسولٍ ورُسُلٍ، ورغيف ورُغُف، وكتاب وكُتُب.


(١) الحجة ٦/ ٤٤١.
(٢) الآية ٩٩ من سورة الكهف.
(٣) البيت والذي يليه للأعشى انظر: ديوانه ص ١١.
(٤) قيل للأحوص وقيل لغيره، انظر: الكامل ١/ ٣٨٤، الخزانة ٣/ ٢٧٨، الممتع ص/ ١٥٨، واللسان (مطر) ٥/ ١٨١، وابن عطية ١/ ٤٦٨.
(٥) مابين المعقوفتين زيادة من (ش).
(٦) الآية ٩ من سورة الهمزة.
(٧) معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>