للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حماد أي: كثير الحمد على كثرتها، ومَنْ أظهر فعلى الأصل، ولأنَّ الألفاظ مختلفة والمخارج أيضاً، ولأنَّ الأصل عاذ ونبذ فهو وإن اتصل في كلمةٍ واحدةٍ في تقدير الانفصال فالسكون عارضٌ. وقوله: «وأرثتم حلا» متصل بما بعده وهو:

٤ - لَهُ شَرْعُهُ وَالرَّاءُ جَزْمَاً بِلامِهَا … كَوَاصْبِرْ لحُكْمٍ طَالَ (١) بِالخُلْفِ يَذْبُلا

فالهاء في «له» تعود في الظاهر على حماد صاحب الشواهد، ومعنى «حلا له شرعه» أي: طريقه يعني طريق الإدغام من قبل أنَّ التاء أقوى من الثاء لشدتها ولا مقال في إدغام الأضعف في الأقوى، ولهذا وافقهم هشام ومن وجه آخر وهو أن أورثتموها كثرت حروفها فخفَّفها هشام بالإدغام وقلَّت حروف عذت ونبذتها فأبقاها على حالها، ولأنَّ أورثتموها لم يدخلها حذف بخلاف عذت فلم يغيره بالإدغام تغيراً ثانياً.

وقوله: «والراء جزماً بلامها» هو المشهور عن أبي عمروٍ بن العلاء رحمه اللهُ من رواية الرقيين حتى طال في الشهرة.

يذبل (٢) وهو جبلٌ معروفٌ، وحجة أبي عمرو في الإدغام شدة تقاربهما وازدحامهما في المخرج، وذكر مكي (٣) وغيره الإظهار من غير طريق الرقيين.

وروى أبو عمروٍ الحافظ وغيره عن ابن مجاهدٍ عن اليزيدي الإدغام بغير خلاف، وحجة مَنْ أظهر ذهاب تكرير الراء بالإدغام ففي الإدغام إخلالٌ


(١) أدغم الدوري عن أبي عمرو بخلف عنه والسوسي بلا خلاف الراء المجزومة في اللام.
(٢) يذبل اسم جبلٍ بعينه في بلاد نجد. لسان العرب (ذبل) ٣/ ٢٧٢.
(٣) الكشف في القراءات السبع ١/ ١٥٧

<<  <  ج: ص:  >  >>