للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٢ - وَلَوْ أَنَّ عَيْنَاً سَاعَدَت لتَوَكَّفَتْ … سَحَائِبُهَا بالدَّمْعِ دِيماً وهُطَّلا

أي: ساعدت على البكاء، يقال: وكَفَ البيتُ وَكْفَاً، إذا قطر، والديمة: المطر الدائم، وقيل: أقلُّه مطرُ يومٍ وليلةٍ، وفي الحديث: «كان عملُه -صلى الله عليه وسلم- دِيمةً» (١).

[يقال في جمعه دِيَماً] (٢) وقد ذكر أبو عبيد: جيزة وجيز (٣)، وقيل: إنما جيز جمع الجمع، وإنما يقال جيزة (٤) ثم جيز، وهو منصوب على الحال أي: ماطرةً مُشبهةً ديمةً.

٨٣ - ولَكنَّهَا عَنْ قَسْوَةِ القَلْبِ قَحْطُهَا … فَيَا ضَيْعَةَ الأَعْمَارِ تَمْشِي سَبَهْللا

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أربعةٌ من الشقاء: جمودُ العين، وقساءُ القلب، وطولُ الأمل، والحرصُ على الدنيا» (٥)

وروى عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا تُكْثِرُوا الكلامَ بغير ذكرِ الله فتقسُو قلوبُكم، فإنَّ كثرةَ الكلامِ بغير ذكرِ اللهِ قسوةٌ للقلبِ، وإنَّ أبعدَ النَّاسِ من الله تعالى القلبُ القاسي» (٦).

وقيل لبعض الصالحين: بماذا يستعان على البكاء، فقال: بترك ما يبكى منه.


(١) رواه البخاري باب القصد والمداومة على العمل. فتح البارئ ١١/ ٣٠.
(٢) مابين المعقوفتين زيادة من (ب).
(٣) الجيزة: الناصية والجانب وجمعها جِيْز وجِيَز. اللسان (جيز) ٥/ ٣٣٠.
(٤) خرم في الأصل.
(٥) رواه البزار في مسنده وأبونعيم في الحلية، وقال السيوطي في الجامع الصغير: حديث ضعيف. فيض القدير ١/ ٤٦٦، وقال: «قساء» مصدر قسا القلب يقسو قَساءً. اللسان
(قسا) ١٥/ ١٨٠.
(٦) رواه الترمذي، وقال حديث حسن غريب سنن الترمذي ٤/ ٦٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>