للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٧ - وأَئِمَّةً بِالخُلْفِ قَدْ مَدَّ وَحْدَهُ … وَسَهِّل سمَا وَصْفَاً وَفِي النَّحْوِ أُبْدِلا

وجه المدِّ أنه أعطاه حكم الهمزتين المجتمعتين، فأدخل الألف بينهما ليزول الثقل الحاصل باجتماعهما، وترك المد لأنه ليس بموضع للمد لعدم حرف المد، فهومثل قولك: أسد وأبد.

وقوله: «وسهل سما وصفاً» يشير به إلى صحة مذهب من سهل وتقديمه على رأي من أبدل، والتسهيل أن تجعل الثانية بين مخرج الياء والهمزة، وهو الذي جاء في الأثر.

في مذهب من لم يحقق، وأطبق عليه أهل الضبط والإتقان ممن يرجع إليه ويعول عليه كابن مجاهد، وابن أبي ها شم وغيرهما، وهو الذي دونوه في كتبهم واشتهر في أمصار الإسلام.

وقد قال بعض أئمة العربية: إنَّ التصريح بالياء ليس بقراءة ولا يجوز أن يكون ومن صرح بها فهو لاحنٌ محرف، ومن سهل فعلى أصله في استثقال اللفظ بهمزتين مجتمعتين فأجرى ذلك مجرى {آءِذَا}، و {أَئِفْكَاً} وإن كانت هذه الهمزة أصلها السكون إلا أنها الآن متحركة، ولا فرق في الاستثقال بين الحركة العارضة و الأصلية.

وقوله: «وفي النحو أبدلا» يريد أنَّ من النحويين من لايجوِّز فيها غير البدل نظراً إلى الأصل، وعلى ذلك أبو علي (١) ومن تابعه ممن لخص كلامه أوجبوا البدل وفرقوا بين هذه الكلمة وبين {أَإِنَّا} (٢)، و {آءِذَا} (٣) من


(١) الحجة ٤/ ١٧٠.
(٢) الآية (٥) من سورة الرعد.
(٣) الآية (٥) من سورة الرعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>