للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - وعِتْرَتِهِ ثُمَّ الصَّحابةِ ثُمَّ مَنْ … تَلاهُمْ عَلَى الإِحْسَانِ بِالخيِر وُبَّلا

العترة: مايبقى في الأرض من الشجرة بعد قطعها، فتخلف فروعاً، والعترة: صخرة يجعل الضب مأواه عندها فتكون له علامة يهتدى بها إليه ثم سُميَ أقارب الإنسان الذين منهم نشأوا وإليهم يأوي: عترة.

وسئل مالك عن عترة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: هم أهله الأدنون، وعشيرته الأقربون. اهـ

فلما كانت العترة أصحاباً ولم يكن كلُّ الأصحاب عترة (١)، قال: (ثم الصحابة) ليعُمّ. و «تلاهم» تبعهم، و «وُبَّلا»: جمع وابل: وهو غزير المطر وفاعل صفة تجمع على فُعَّل كشاهد وشُهَّد، و «بالخير» متعلق بوبلا، و «وبلا» منصوب على الحال من الضمير في تلا فتكون للتابعين، وأفرد تلا على اللفظ وجمع وبلا على المعنى، أومن الهاء والميم في تلا فيكون للصحابة، وقد شهد الله ورسوله لهم بذلك، قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالذِّينَ مَعَهُ} (٢).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «أصْحَابِي كالنُّجُوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» (٣)، وقال تعالى في فضل التابعين {والذين اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَنٍ} (٤)، وقال: {والذِّينَ


(١) قوله: [عترة] سقط من (ف).
(٢) الآية (٢٩) من سورة الفتح.
(٣) رواه البيهقي، وأسنده الديلمي عن ابن عباس بلفظ أصحابي بمنزلة النجوم في السماء.
كشف الخفاء ومزيل الإلباس ١/ ١٤٧
(٤) الآية (١٠٠) من سورة التوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>