للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب هاء الكناية]

١ - ولم يَصِلُوا ها مُضْمَرٍ قبْلَ سَاكِنٍ … وَمَا قَبْلَهُ التَّحْرِيكُ لِلكُلِّ وُصِّلا

هاء الكناية هي الهاء التي يُكنَّى بها عن الاسم الظاهر الغائب، والغرض بذلك الإيجاز، وأصلها الضم لأنها لما كانت خفيفةً تُشبه الأ لف [في الخفاء] (١) قويت بأقوى الحركات وهو الضم، ثم زيد في تقويتها بإضافة حرفٍ من جنس تلك الحركة إليها وهو الواو، وأجمعوا على حذف هذه الواو إذا وليها ساكنٌ لالتقاء الساكنين.

وكذلك أجمعوا على إثباتها إذا تحرك ما قبل الهاء بضمٍ أو فتحٍ، ولم يلق الواو ساكنٌ نحو: {مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ} (٢) حرصاً على بيان خفائها؛ فإن كانت الحركة التي قبل الهاء كسرةً كسروا الهاء [وأبدلوا من هذه الواو ياءً لانكسار] (٣) ما قبلها طلباً للخفة والمشاكلة نحو: إلى أمهي ثم قال:

٢ - ومَا قَبْلَهُ التَّسْكيُنُ لابْنِ كَثِيِرهِمْ … وفِيهِ مُهَانَاً مَعْهُ حَفْصٌ أَخُو وِلا

يعني: وما قبله من هاءات الكناية ساكن فالوصل لابن كثيرٍ، وابنُ كثيرٍ مضاف إلى ضمير عائد على القراء.

ثم إنَّ ابن كثيرٍ يكسر/ الهاء ويصلها بياءٍ إذا كان الساكنُ ياءً ويَضُمُّها واصلاً بواوٍ فيما سوى ذلك، والحجة لمن لم يصلها أنَّ الهاء خفيفة فليست بحاجزٍ حصينٍ فكأنَّ الساكنين قد التقيا.


(١) في (ت) [لخفائها].
(٢) الآية (٢٥) من سورة الحديد.
(٣) قوله: [وأبدلوا الواو ياءً لانكسار] في (ع) (وأبدلوا من هذه الواو ياءً لانكسار).

<<  <  ج: ص:  >  >>