للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحذفت لذلك. فإن قيل: فما الدليل على أنه أراد جميع المواضع؟

قلت: كأيِّن إنما وقع في القرآن مع الواو وقد وقع مع الفاء أيضاً فتكلَّم فيه هاهنا مجرَّداً عنهما ليدُلَّ على أنه أراد العموم.

قوله: «وقاتل بعده» أي: بعد كائن يُمَدُّ، «وفتح الضم والكسر» مبتدأ، و «ذو وِلا» خبره. أي: ذو متابعة للمد لأنه لا يكون إلا معه، ومعنى {قَاتَل مَعَهُ رِبِّيُّونَ} (١) إما أن يكون النبي هو الذي قاتل، أو الربيون قاتلوا معه، وكذلك يجري المعنيان في {قُتِل}.

فإن قلت: فكيف يَصِحُّ قتلُ الربيين مع قوله: {فَمَا وَهَنُوا … وَمَا ضَعُفُوا وَما اسْتَكَانُوا} (٢).

قلت: معناه أنه قُتل بعضهم فما وَهَن البعض الباقي، ويحتمل أن يكون (فما وهنوا) عائداً على الأنبياء.

٢٧ - وُحُرِّكَ عَيْنُ الرُّعْبِ ضَمَّاً كَمَا رَسَا … وَرُعْبَاً وَيَغْشَى أَنَّثُوا شَائِعَاً تَلا

الرُّعُب والرُّعْب لغتان (٣)، وقيل: الأصل التحريك فأسكن تخفيفاً كالرُّسْل، وقيل: بل الأصل الإسكان وإنما ضُمَّ اتباعاً كما قالوا: الصُّبُح في الصُّبْح.

ومعنى قوله: «كما رسا» أي: كما ثبت واستقر، والتأنيث في «تغشى» للآمنة، والتذكير للنعاس، وكل ذلك صحيحٌ لأنه أبدل النعاس من الأمنة، فالأمنة هي النعاس هاهنا جعله أمنة لَمّا كانت الأمنة تلزمُهُ.


(١) الآية ١٤٦ من سورة آل عمران.
(٢) الآية ١٤٦ من سورة آل عمران.
(٣) لفظ الرعب حيثما جاء في القرآن معرَّفاً أو غير معرفٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>