للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر (١):

وكائن ترى من صامتٍ لك مُعْجِبٍ … زيادتُه أو نقصه في التكلم

وهو كثير في الشعر.

وقال قطرب والخليل: هي مقلوبةٌ من المشددة كأينُق في جمع ناقةٍ، ومعنى ذلك أنَّ الياء المشددة قُدّمت موضع الهمزة فَأُخِّرت الهمزة موضعها وأعطيت كلَّ واحدة منهما حركة الأخرى، لأنهم يُبقون الحركاتِ مع القلب على ما كانت عليه كما قالوا: ملائكة، ففتحوا اللام وكسروا الهمزة، وكان الأصل مَأَلِكةً بفتح الهمزة وكسْرِ اللام،/ وكذلك قالوا: رَعَمْلي في لَعَمْري فصار على هذا كَيَّائِن، ثم خُفف فحذف الياء المدغم فيها فصار كيائِن كما قال الفرزدق (٢):

تنظَّرتُ نصراً والسِّماكيْنِ أيْهُمَا … عليَّ من الغيثِ استهلَّت مَوَاطِرُه

فحذف الياء الثانية من (أي) ثم قُلبت الياء من كيائن ألفاً كما قُلِبت في (آية) والأصل أيَّة فصار كائن هذا معنى قول أبي علي (٣).

وقال غيره: إنَّ الياء الأولى من كأيَّن قُدِّمت موضع الهمزة وأُخِّرت الهمزة إلى موضعها، وحركت الياء بحركة الهمزة وهي الفتحة، وسكنت الهمزة كما كانت الياء ساكنةً، فلما تحركت الياء وقبلها فتحةٌ قُلِبت ألفاً فاجتمع ساكنان الألف والهمزة فكُسِرت الهمزة لالتقاء الساكنين، وبقيت الياء الثانية متحركةً طرفاً فذهبت حركتها كما فُعِلَ في قاضٍ فبقيت ساكنةً والتنوين ساكنٌ


(١) البيت لزهير من معلقته على رواية الزوزني ١١١، وابن يعيش ٤/ ١٣٥، ورصف المباني ٢٠٥.
(٢) وهو في ديوانه: ١/ ٣٤٧.
(٣) الحجة ٣/ ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>