للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - وحَذْفُكَ لِلتَّنْوِينِ مِنْ مِائَةٍ شَفَا … وتُشْرِكُ خِطَابٌ وهُو بالجَزْمِ كُمِّلا

حذف التنوين على الإضافة إلى سنين، ووضِعَ الجمع موضع الواحد، فكأنها ثلثمائة سنة، والجمع يوضع موضع الواحد في التمييز، قال الله تعالى: {بالأخْسَرِينَ أعْمَلاً} (١)، وإنما قال: «شفا» لأنَّ ما جاء بعد المائةٍ فأكثر ما يستعمل فيه الإضافة، وفي قراءة أُبَيٍّ ثلثمائة سنة فدلَّ على الإضافة، وقيل: ردَّ سنين على ثلثمائة في المعنى، كما قال (٢):

فيها اثنتان وأربعون حلوبةً … سوداً .............

فردَّ سوداً على معنى حلوبة، لأنَّ حلوبةً هم الاثنتان والأربعون، ومَنْ نوَّن جعل سنين عطفَ بيانٍ ولم يُضِف، لأنَّ ما فوق المائة إنما يُضاف إلى واحد تبين به جنسه.

ولا تشرك لأنَّ قبله: {ولا تقولَنَّ} (٣) إلى {قُلِ الله أعلَم} (٤) وبعده {واتْل} (٥) وبالياء، لأنَّ قبله: {قل الله} إلى قوله: {من دونِهِ} (٦).

٩ - وفي ثُمُرٍ ضَمَّيْهِ يَفْتَحُ عَاصِمٌ … بِحَرْفَيْهِ والإِسْكَانُ في المِيمِ حُصِّلا

قد مضى الكلام في سورة الأنعام (٧) في ثُمُر (٨) وثَمَرٍ، وأما الإسكان فهو ثَمْرٌ، فأسكن للتخفيف، وقال قوم: هو من أهل اللغة: الثمر بالإسكان المال


(١) الآية ١٠٣ من سورة الكهف.
(٢) البيت لعنترة وتتمته: «سوداً كخافية الغراب الأسحم».
انظر: ديوانه ١٩٣.
(٣) الآية ٢٣ من سورة الكهف.
(٤) الآية ٢٦ من سورة الكهف.
(٥) الآية ٢٧ من سورة الكهف.
(٦) الآية ٢٧ من سورة الكهف.
(٧) وقد تقدم في سورة الأنعام البيت رقم (٢٥).
(٨) قوله: «وفي ثمر» قرأ عاصم بفتح الثاء والميم، وأبوعمرو بضم الثاء وإسكان الميم، والباقون بضم الثاء والميم.

<<  <  ج: ص:  >  >>