للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٢ - يُضَاعِفَهُ ارْفَعْ بالحَدِيدِ وَهَاهُنَا … سَمَا شُكْرُهُ والعَيْنُ في الكُلِّ ثُقِّلا

إنما قال: «سما شكره» لأنَّ النحويين يقولون: إنه الوجه ويفضلونه على النصب؛ فكأنه يقول: سما شكرهم له فهو مضافٌ إلى المفعول، وللرفع وجهان:

العطف على ما في الصِّلة وهو يُقْرض ويكون المعنى: من ذا الذي يقرض الله فيضاعف الله له أي: ومن ذا الذي يضاعف الله له.

والثاني: الاستئناف أي: فهو يضاعفه وللنصب تقديران: أحدهما حمْلُ الكلام على المعنى والمعنى الشرط والجزاء والتقدير إن يكن إقراض تبعته مضاعفة، فأضمر أن بعد الفاء لتكون مع الفعل بتأويل المصدر فيعطف ذلك المصدر على المصدر المقدَّر أولاً وهو الإقراض كأنك قلت: إن يكن إقراض فمضاعفة قال: من اختار هذا ويقبح أن يحمل النصب على جواب الاستفهام بالفاء لأنَّ الإقراض غير مستفهم عنه إنما وقع الاستفهام [عن المقرض] (١).

ألا ترى أنك تقول: أتقرضني فأشكرك بالنصب لَمَّا كان الاستفهام عن الإقراض ولو قلت: أأنت تقرضني. قلتَ فأشكرُك بالرفع لأنَّ الاستفهام وقع على المخاطب/ لا على الإقراض.

والثاني النصب على جواب الاستفهام حملاً على المعنى لأنَّ أنقرِضُ الله ومن ذا الذي يقرض الله سواءٌ، و (من) مبتدأ و (ذا) خبره و (الذي) نعتٌ لذا أو بدلٌ؛ ولا يكون مَنْ مع ذا اسماً واحداً كما كانت ما لأنَّ ما وذا مبهمتان فَحَسُنَ أن تزاد ذا معها وليس كذلك مَنْ في الإبهام، و (قرضاً) هاهنا اسم لما تعطيه فتجازى عليه، والمصدر الإقراضُ والعين في الكل ثقلا.


(١) في (ش) [على الإقراض].

<<  <  ج: ص:  >  >>