للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجعلها حسنات، قال: فالذي قاله ثعلبٌ حسنٌ، إلا أنهم يجعلون بدلت بمعنى أبدلت.

[وقوله: «كافيه ظللا» الهاء في كافيه عائدةٌ على يبدل بالتخفيف في المواضع الثلاثة، وإنما ظلل لأنه بإجماع من أهل العريبة لا مطعن فيه، لأنه في المواضع الثلاثة تبديل للجوهرة بأخرى، وإنما تكلم النحاة في قراءة التشديد، لأنهم زعموا أنَّ التشديد إنما يستعمل في تغيير الصفة دون الجوهرة، وذلك لا يصح في هذه المواضع الثلاثة.

ووجه التشديد ما قال المبرِّد رحمه الله أنه قد يستعمل أحدهما في مكان الآخر، فتكون قراءة التشديد على قوله بمعنى قراءة التخفيف] (١).

٢٠ - فأَتْبَعَ خَفِّفْ في الثَّلاثَةِ ذَاكِرَاً … وحَامِيةٍ بالمَدِّ صُحْبَتُهُ كَلا

٢١ - وفي الهَمْزِ ياءٌ عَنْهُمُو وصِحَابُهُم … جَزَاءُ فَنَوِّنْ وانْصِبْ الرَّفْعَ واقْبَلا

٢٢ - عَلَى حَقٍّ السُّدَّيْنِ سُدَّاً صِحَابُ حَقْـ … قٍ الضَّمُّ مَفْتُوحٌ وياسِينَ شِدْ عُلا

معنى «ذاكِرَاً» ذاكراً ما قيل فيه، قال أبو زيد: اتَّبَعْتُ زيداً إذا سبقك فأسرعت في طلبه، وتَبِعَتَهُ واتَّبَعْتَهُ إذا ذهبت معه ولم يسبقك.

أبو علي (٢): «فاتبع سبباً إنما هو مطاوع يتعدَّى إلى واحدٍ مثل شويتُهُ واشتويتُه، وجرحتم واجترحُوا، وفَدَيْتُه وافتَدَيْتُه، وهو كثير فإذا نقلته بالهمزة تعدَّى إلى مفعولين {وأَتْبَعْنَاهُم في هَذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً} (٣)، و {فَأتْبَعُوهُم مُشْرِقِين} (٤)، و {فَأتْبَعَهُم فِرْعَوْنُ وجُنُودُهُ} (٥) محذوفُ المفعول أي: أتبعه فرعونُ جنودَهُ وجنودُه أتباعهم فأتبعوهم جنودَهم مشرقين/ فحذف أحد


(١) مابين المعقوفتين سقط من (ش، ع).
(٢) الحجة ٥/ ١٦٥.
(٣) الآية ٤٢ من سورة القصص.
(٤) الآية ٦٠ من سورة الشعراء.
(٥) الآية ٩٠ من سورة يونس.

<<  <  ج: ص:  >  >>