للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما في القراءة الأخرى بمعنى الذي، والسِّحر خبره، وأما (تبويا) فقال أبو عمرو: أخبرنا محمد بن علي، أخبرنا ابن مجاهدٍ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي مسلم، عن أبيه حفص: أنه كان يقف على قوله: {تَبَوَّآ} (١) بياءٍ مفتوحةٍ بدلاً من الهمزة، وكذلك روى هبيرة عنه، قال: حدَّثنا عبد العزيز بن أبي غسان، حدثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: سألت أبا العباس الأشناني عن الوقف كما روى هبيرة، فأنكره ولم يَعْرِفْه، وقال لي: الوقف مثل الوصل؛ قال أبو عمروٍ: وبذلك قرأت وبه آخذ.

١٥ - وتَتَّبِعَانِ النُّونُ خَفَّ مَدَاً وَمَا … جَ بالفَتْحِ والإِسْكَانِ قَبْلُ مُثَقَّلا

«خفَّ» مدَّاه لأنَّ النَّاطق بالنون الخفيفة أقصر مداً من النَّاطق بالشديدة، وهي نون التأكيد الخفيفة، وإنما كُسِرَت لالتقاء الساكنين، واختير لها الكسر تشبيهاً بنون رجلان، وتفعلان؛ وكذلك الكسر في الشديدة.

وسيبويه (٢) والكسائي لا يريانِ في نحو: لا نقوما إدخال النون الخفيفة، لأنها ساكنة وقبلها الألف، ولا يجوز حركتها لأنها غيرُ واجبةٍ، وأجاز الفرَّاء ويونس إدخالها في ذلك ساكنة نحو: اضربانْ ولتضربانْ زيداً وشبهاه فالتقت حلقتا البطان.

ولا يمتنع ما قالا فإنَّ تمكين الألف يقوم مقام الحركة.

[ويجوز أن تكون هذه هي النون التي هي علامة رفع الفعل، وألا تكون (لا) نهياً أي: ولستما تتبعان، أو تكون في موضع الحال فاستقيما غير


(١) الآية ٨٧ من سورة يونس.
(٢) الكتاب ٣/ ٥٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>