للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - وَفِي الكلِّ فَافْتَحْ يَا مُبَيِّنَةٍ دنا … صَحِيحاً وَكَسْرُ الجَمْعِ كَمْ شَرَفاً عَلا

«دنا» أي: قريب من الإفهام في حال صحة نقله لأنَّ معنى مبينة يبينها من يدعيها ويوضحها فمعناه قريب غير غامض.

وأما {مبَيِّنَة} (١) بكسر الياء فمعناه أنها تبين ظاهرة، يقال: بيَّنَت الشيء فبَيَّن بمعنى فتبين، فهو لازمٌ ومتعدٍّ، ويجوز أن يكون متعدِّياً بمعنى مُبَيِّنَةٍ صدقَ مُدَّعِيها.

و {مُبَيِّنَت} بالكسر إما على معنى بينات، وإما على معنى أنها قد بينت الحق وأوضحته، وبالفتح على معنى أنَّ الله تعالى بينها قال الله تعالى: {قَدْ بَيَّنَا الآيات} (٢).

١٠ - وَفِي مُحْصَنَاتٍ فَاكْسِرالصَّادَ رَاوِياً … وفي المحصَنَاتِ اكْسِرْ لَهُ غَيْرَ أوَّلا

أشار بقوله: «راوياً» إلى ثبوت ذلك من جهة النقل، ومعنى الكسر أنهن أحصنَّ فروجهن أي: حفظن كقوله تعالى: {التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} (٣)، أو أحصنَّ فروجهن بالتزويج، أو أحصن أزواجهن.

و {مُحْصَنات} (٤) بالفتح قد يكون بمعنى محصنات بالكسر، يقال: أَحْصَنَ فهو محصَن، وألْفَج إذا أفلس فهو مُلْفَج، وأسهب فهو مُسْهَبٌ، ندرت بالفتح (٥)، ويكون بمعنى أُحْصِن بالأزواج، ولذلك وقع الإجماع على


(١) الآية ١٩ من سورة النساء.
(٢) الآية ١١٨ من سورة البقرة.
(٣) الآية ٩١ من سورة الأنبياء.
(٤) الآية ٢٥ من سورة النساء.
(٥) أي: بالفتح نادرة حيث إنَّ الأصل في هذه الألفاظ الكسر، ولكن هذه وردت بالفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>