للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورُوي (١) أنَّ الأخنس بن شريق قال لأبي جهل: أخبرني عن محمدٍ أصادقٌ هو أم كاذبٌ فإنه ليس عندنا أحدٌ؟

فقال: والله لصادق وما كذب قط؛ ولكن إذا ذهب بنو قصيٍّ باللواء، والسقاية، والحجابة، والنبوة؛ فماذا يكون لسائر قريش؟. فنزلت. ويجوز أن يكون التخفيف مِنْ أكذبه إذا وجدَه كَاذِباً، ويجوز أن يكون أكذبته بمعنى كذبته نسبته إلى الكذب كما قال (٢):

وطائفةٌ قد أَكْفَرَتْني بحبِّكم … ..................................

أي: نسبتني [إلى الكفر] (٣).

٧ - أرَيْتَ في الاِسْتِفْهَامِ لا عَيْنَ رَاجِعٌ … وعَنْ نَافِعٍ سَهِّلْ وكَمْ مُبْدِلٍ جَلا

أصل هذه الكلمة (رأي) اتصل بها الضمير المرفوع، ودخلت عليها همزة الاستفهام فالرَّاء فاءُ الفعل، والهمزة عينُ الفعل، فأسقط الكسائي عينَ الفعل، لأنهم أجمعوا على تركها في المستقبل فبنى الماضي عند نقله بالهمزة الزائدة في أوله على المستقبل فلم ترجع العين الساقطة في المستقبل في الماضي؛ فهذا معنى قوله: «لا عينَ راجِعٌ».

قال الفرَّاء (٤): «للعرب في رأيت معنيان يقولون: أرأيت زيداً بعينك. فهذا مهموز لا غير؛ ويقولون: أريتك زيداً بمعنى أخبرني؛ فيتركون الهمز وهو الأكثر للفرق بين المعنيين» وأنشد الكسائي لأبي الأسود (٥):

أَرَيْتُ امَرأً كنت لم أبْلُهُ … أتاني فقال اتخذني خليلاً


(١) انظر تفسير الطبري ١١/ ٣٣٢.
(٢) البيت للكميت بن زيد الأسدي وتتمة البيت: «وطائفةٌ قالوا مُسيءٌ ومذْنِبُ».
(٣) في (ع) [على الكفر].
انظر: شواهد المغني للسيوطي ١/ ٣٥، شرح الهاشميات للرافعي/ ٣٦، الحجة ٣/ ٣٠٣.
(٤) معاني القرآن للفراء ١/ ٣٣٣.
(٥) ديوانه ص ٢٠٢، وشرح شواهد الشافية ٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>