للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوم: وتحتمل قراءة من قرأ نَعِمَّا ونِعِمَّا وجهاً آخر أن تكون على لغة إسكان العين فيهما في الأصل فلما دخلت ما وقع الإدغام حرك العين لالتقاء الساكنين.

وقال سيبويه (١): «أما قول بعضهم فَنِعِمَّا فحرك العين فليس على لغة من قال نِعْم فأسكن العين ولكن على لغة من قال نعِمْ فحرَّك العين قال: وحدثنا أبو الخطاب أنها لغة هُذَيل فكسر كما كسر لِعِبٌ». ولوكان الذي قال نِعِمَّا ممن يقول في الانفصال نِعْم لم يجز الإدغام على قوله لما يلزم من تحريك الساكن في المنفصل.

٩٣ - ويا وَنُكَفِّرْ عَنْ كِرَامٍ وَجَزْمُهُ … أَتَى شَافِيَاً وَالغَيْرُ بالرَّفْعِ وُكِّلا

/ يقول: إنَّ حفصاً وابن عامر قرآ بالياء فيبقى الباقون على النون، وقرأ من القرَّاء بالجزم «أتى شافياً» ويبقي الباقون على الرفع فحفص وابن عامرٍ من أصحاب الياء والرفع، ونافع والكسائي وحمزة من أصحاب النون والجزم، ويبقى ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر على النون والرفع.

فقراءة الياء إما أن يعود لفظها على الإيتاء، ويشهد لهذا المعنى قراءة ابن عباس وتكفِّر يعني الصدقات، أو على قوله: {فإنَّ الله يَعْلَمُه} (٢)، [أو على ما بعدها وهو قوله تعالى والله] (٣).

وأتى الجزم شافياً لأنه معطوف على الجزاء فدخل تكفير الذنوب في ثواب الصدقة لأنه عطف على موضع الفاء في قوله: {فَهُو خَيْرٌ لَكم} (٤) وهو


(١) الكتاب ٤/ ٤٤٠
(٢) الآية ٢٧٠ من سورة البقرة.
(٣) مابين المعقوفتين زيادة من (ش).
(٤) الآية ٢٧١ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>