للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: هو مفعول لما لم يُسمَّ فاعلُهُ أي: استحق عليهم إقامة الأوليين منهم للشهادة، وهو وجْهٌ حسن.

قال أبو محمد في الكشف (١): «وهذه الآية في قراءتها، وإعرابها، وتفسيرها، ومعانيها، وأحكامها/ من أصعب آيةٍ في القرآن وأشكلها وتحتمل أن يُبْسَط ما فيها من العلوم في ثلاثين (٢) ورقةً أو أكثر؛ وقد ذكرنا من ذلك طرفاً في «كتاب الهداية»، وذكرنا من مشكل إعرابها طرفاً في «مشكل الإعراب»، ثم ذكرناها مشروحةً بجميع وجوهها من تفسيرٍ وإعرابٍ في كتاب منفرد».

ولعمري إنها لمشكلةٌ جداً كما ذكر، وما رأيت أحداً تَخَلَّصَ كلامُهُ فيها من أولها إلى آخرها وأشكل مافيها قوله تعالى: {مَنْ الذِين اسْتَحَقَّ عَلَيْهِم} (٣) إلا ما ذكرته فيها من قول بعضهم.

ويحتمل عندي وهو الذي لايغلب على الظنِّ سواه أنَّ معنى قوله: {اسْتَحَقَّ عليهم} أي: استحق خصومهم الحقَّ عليهم؛ لأنَّ الخصمين مستَحِق ومستَحَق عليه؛ فقد كانوا بتحليف المذكورين مستحِقاً عليهم، فلما حصلت الريبة في الحالفين ووقع ما شكك في صدقهما قام آخران من الذين استحق عليهم؛ واستعار الصِّلا في قوله: «فطب صلا» للذكاء لأنهم يقولون: هو يتوقَّدُ ذكاءً، فالمعنى فطب ذكاءً.

١٥ - وضَمَّ الغُيُوبِ يَكْسِرَانِ عُيُونَاً الـ … ـعُيُونِ شُيُوخَاً دَانَهُ صُحْبَةٌ مِلا

«يكسران» يعني أبا بكرٍ، وحمزة في قوله: «فطب صلا»، وقد تقدَّم القول في علَّةِ ذلك عند ذكر «البيوت» (٤)، ومَنْ ضمَّ بعضاً، وكسَرَ بعضاً فإنه جَمَعَ بين اللغتين مع اتِّباعِ الأثر.


(١) / ٤٢٠.
(٢) في (ش) [مئتين].
(٣) الآية ١٠٧ من سورة المائدة.
(٤) انظر: سورة البقرة البيت رقم ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>