للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولتدل الإمالة على أنهما قد جعلتا في حيز الأسماء.

وقال الحافظ أبو عمروٍ: وزنها فعلى، وهي كقولك: تَلَّى (١) أي، صرعى، وليلةٌ غَمَّى (٢) إذا كان على السماء غيم، فأميلت ألفها كما يمال ما هو على هذا الوزن في آخره ألف التأنيث نحو: {نجوَى} (٣)، و {شَتَّى} (٤) ونحو شبههما ليقرنها بذلك من الياء التي تنقلب إليها في التثنية والجمع، ومن لم يشبع الإمالة اقتصد فيها، وهذا الذي ذكره من التعليل فيه ما فيه، والصحيح ما تقَّدم.

قال الحافظ أبو عمروٍ:/ وعلة من أخلص الفتح أنَّ هذه الألف لما كانت غير منقلبةٍ عن ياءٍ، وإنما هي مشبهةٌ بالمنقلبة أخلص فتحها على الأصل، وإذا كان يخلص الفتح فيما هو منقلبٌ عن الياء فما ليس بمنقلبٍ عنها وإنما هو مشبهٌ بها أولى.

والعلة بالفتح على الحقيقة أنَّ أنَّى ألحقت بالأسماء لشبه ما وليست باسمٍ ثقيلٍ في دلائل الأسماء ففتح لذلك.

وعلة أبي عمروٍ في فتحه وإمالته ثبوت الروايتين عنه التنبيه على فصاحة اللغتين، والجمع بينهما، وعلى صحة الأثر فيهما.

٢٨ - وكَيْفَ الثُّلاثِي غَيْرَ زَاغَتْ بِمَاضِي … أَمِلْ خَابَ خَافُوا طَابَ ضَاقَتْ فَتُجْمَلا

يقول: وكيف وقع الثلاثي الماضي المعتل العين، وتمثيله يدل على ما ذكرته أي سواءٌ اتصل به شيء مثل: {خَافُوا}، و {خَافَتْ}،


(١) (تلَّه) صرعه. مختار الصحاح (تلا) ص/ ٧٨.
(٢) غَمَّى أي سماء فيها غيمٌ. لسان العرب (غما) ٢٠/ ٣٧٢.
(٣) الآية (٤٧) من سورة الإسراء وغيرها.
(٤) الآية (٥٣) من سورة طه وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>