للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل بكماله على أصلٍ واحدٍ، وقد اتفق عليه لغويان وقنبل عن ابن كثير، ومقرئان جليلان من المصريين يعني جعل الثانية بين الهمزة والياء الساكنة، ولم يذكر في التيسير في الباب كلِّه؛ أعني باب المتفقتين غير التسهيل.

٧ - وإنْ حَرْفُ مَدٍ قَبْلَ هَمْزٍ مُغَيَّرٍ … يجُزْ قَصْرُه والمدُّ مَا زَالَ أَعْدَلا

مَنْ مدَّ احتجَّ بأنَّ الثانية قامت مقام الأولى، وبأنَّ المسهلة في معنى المحققة، ومن قصر احتجَّ بأنَّ موجبَ المدِّ قد زال إما بالحذف وإما بالتسهيل، وذلك في مثل: {جَآءَ أمْرُنَا} (١)، و {السَّمَآءِ إِنْ} (٢)، و {أَوْليآءُ أُولَئِكَ} (٣).

٨ - وتَسْهيُل الاُخْرَى في اخْتِلافِهِمَا سما … تَفِيءَ إِلى مَعْ جَاءَ أُمَّةً أُنْزِلا

إنما سما التسهيلُ هاهنا على الحذف فكان أولى، لأنَّ حركتهما مختلفة فلو حذف لم يبق ما يدل فوجب التسهيل، وخُصَّتْ به الثانية لأنَّ الثقل بها حَصَل ثم قال:

٩ - نَشَاءُ أَصَبْنَا وَالسَّمَاءِ أَوِائْتِنَا … فَنَوْعَانِ قُلْ كَاليَا وكَالْوَاوِ سُهِّلا

اعلمْ أنَّ أضربَ هذا النوع خمسة، وقد ذكرها فذكر في هذا البيت مفتوحة بعد مضمومة، ومفتوحة بعد مكسورة، وذكر في البيت الذي قبله مكسورة بعد مفتوحة، ومضمومة بعد مفتوحة، والضرب الخامس فيما بعده وهو قوله: {يَشَاء إِلى} (٤).


(١) الآية (٤٠) من سورة هود وغيرها.
(٢) الآية (١٨٧) من سورة الشعراء.
(٣) الآية (٣٢) من سورة الأحقاف.
(٤) الآية (٤٢) من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>