للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحتمل قوله في أول السورة: {قُم اللَّيْلَ إِلا قَلِيلاً} (١) {نصفه} وجهين:

أحدهما: أن تجعل نصفه بدلاً من الليل، و {إِلا قَلِيلاً} استثناءٌ من النصف، والتقدير: قم نصف الليل إلا قليلاً وأنقص من النصف، {أو زِدْ عليه} والمعنى: التخيير بين أمور: إما قيام النصف، وقوله: {إِلا قَلِيلاً} مسامحةٌ لأنَّ الإنسان لا يقدر على تعيين النصف [فيقوم] (٢) فيه، وإما أن يختار أحد أمرين: النقصان من النصف وهو الثلث، أو الزيادة عليه إلى الثلثين، فهذا الوجه مطابقٌ لقراءة النصب.

والوجه الثاني: إن جعل (نصفه) بدلاً من (قليلاً) فيكون مخيراً بين قيام النصف بتمامه وبين النقصان منه وهو الثلث، وبين الزيادة عليه وهو الثلثان، فهذا يطابق قراءة الجر أي: إنَّ ربك يعلم أنك لا تقوم بما كُلِّفْتَ فتقوم أدنى من الثلثين وأدنى من النصف وأدنى من الثلث، وفي قراءة النصب يكون المعنى: ونصفه تارة، وثلثه وأقل من الثلثين تارة، وقرأ هشام {أَدْنَى مِنْ ثُلْثَي اللَّيْلِ} (٣) على التخفيف كرسْلنا وفي رُسُلنا.

١٣ - وَوَالرِّجْزَ ضَمَّ الْكَسْرَ حَفْصٌ إِذَا قُلِ اذْ … وَأَدْبَرَ فَاهْمِزْهُ وسَكِّنْ عَنِ اجْتَلَا

١٤ - فَبَادِرْ وَفَا مُسْتَنْفِرَهْ عَمَّ فَتْحُهُ … وَمَا يَذْكُرُونَ الْغَيْبُ خُصَّ وَخُلِّلَا

الفرّاء (٤): {الرِّجْزَ} (٥) و {الرُّجْزَ}، لغتان معناهما واحد، وهو قولٌ حَسَنٌ: وهو العذاب أي: اهجر مايؤدي إلى عذاب الله تعالى، قال أبو عبيد:/ الضم أفشى اللغتين وأكثرهما.


(١) الآية ٣ من سورة المزمل.
(٢) في ش [فيقول].
(٣) الآية ٢٠ من سورة المزمل.
(٤) معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٠٠.
(٥) الآية ٥ من سورة المدثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>