للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقبولان معمولٌ بهما، وأنَّ أهلَ التحقيق يأخذون بهما بما وصف به على كل واحدٍ منهما.

وقوله: «وكلٌّ بهمز الكلِّ يَبدا مُفَصِّلا» لأنَّ بالفصل يزول موجبُ التسهيل وهو استثقال اجتماعهما، وكذلك من حقق قدر الانفصال فيهما وقوَّاه ولم يعتد بالاتصال لذهابه في الوقف، فلمَّا لم يعتد بالاتصال لم يعتد بالتخفيف له.

١٢ - والابْدَالُ محضٌ والمسَهَّلُ بَينَ مَا … هُوَ الهمْزُ والحَرْفِ الَّذِي مِنه أُشْكِلا

[بيَّنَ بهذا حقيقة الإبدال والتسهيل، فقال: الإبدال هو أن تبدل الهمزة حرفاً محضاً خالصاً، والتسهيل أن تجعل بين الهمزة والحرف الذي منه تولدت حركة الهمزة (١)، هذا معنى قوله: «منه أشكلا»] (٢) يعني أشكل الهمز، وأما كيفية اللفظ به فقد نصوا عليه، فقالوا: هو أن تجعل في الحرف الذي جعل منها خلفاً منها مداً يسيراً بمقدار التسهيل.

وقال بعضهم: هو أن يُلَين صوتُها ويُقَرَّب من حرف اللين الذي منه حركتها. وقال آخرون: فتصير كالمدة في اللفظ، وهو معنى قول ابن مجاهد حين حكى مذهب ابن كثير، وأبي عمروٍ، ونافع في [ءأنذرتهم، فقال: بهمزة مطولة، وبذلك قال اليزيدي عن أبي عمروٍ] (٣) في هذا أنه يقرأ بهمزةٍ


(١) هذا تعريف التسهيل على القول الصحيح، و لايحكم النطق به إلا المشافهة والتلقي من أفواه الشيوخ المتقنين.
(٢) مابين المعقوفتين سقط من (ب).
(٣) مابين المعقوفتين سقط من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>