للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٠ - وَحَيْثُ أَتَى خُطْوَاتٌ الطَّاءُ سَاكِنٌ … وقُلْ ضَمُّهُ عَنْ زَاهِدٍ كَيْفَ رَتَّلا

الخطَوة بفتح الطاء مصدر خَطَا خَطْوَة والخُطْوة بضمِّهَا الاسم وهو لما/ بين القدمين أي: لا تتبعوا طريقه ولا تسلكوا مسالكه، وجمع خُطْوة خُطُوَات بضم الطاء كغُرْفَة وغُرُفَات، والتخفيف لغة تميم وطائفة من قيس يسكنون تخفيفاً.

فإن قلت: فهلاّ قلتم: إنَّ هذا هو الإسكان الذي في الواحد فيكون قد جمع على الأصل.

قلت: بل هو التخفيف بعد تقديم الضم فيه، وأما في المفتوح الفاء فهو الإسكان الأصلي ولا يكون إلا في الضرورة كقوله (١):

أبتْ ذِكْرٌ عَوَّدْن أحشاء قلبه … خُفُوقاً ورفْضاتُ الهوى في المفاصل

وذلك أنَّ التحريك التزم في الأسماء دون الصفات للفرق، وكانت الأسماء أولى بذلك لخفتها وثقل الصفات، وحُرِّك في المفتوح الفاء بالفتح كجمرات لأنَّ الفتح أخف من غيره، وأسكن في الصفة كسَهْلاتٍ وصَعْبَاتٍ، ولم يسكن ذلك في الأسماء إلا في ضرورة الشعر لأنَّ الفتحَ خفيف فلا يكون إسكانه للتخفيف، وحرك في المكسور الفاء بالكسر على الإتْباع، وأُسكن طلباً للخفة وفتح أيضاً لذلك وذلك نحو: سِدْرات، وأسكن في الصفة لا غير للفرق نحو: رِخْوَات وكذلك في المضموم ضم للاتباع كحجراتٍ وظلماتٍ، وأسكن اتّساعاً وفراراً من الثقل، وفُتِح أيضاً لأنَّ الفتح أخف، وأسكن الصفة لاغير نحو: خلوات فالإسكان في المفتوح الفاء للضرورة، وفي الضربين بعده على السعة في لغة بني تميم وبعض قيس.


(١) البيت لذي الرمة وهو في ديوانه ٢/ ١٣٣٧، المقتضب ٢/ ١٩٢، شواهد الشافية ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>