للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتخلص الكلام ولم يَرِد عليه اعتراض المبرِّد، قال الأخفش والمبرِّد (١): إنما التقدير ولو يرى الذين ظلموا/ أنَّ القوة لله ويرى بمعنى يعلم أي: لو يعلمون حقيقة قوة الله فيرى واقع [على أن، وجواب لو محذوف أي: لعلموا ضرر اتخاذ الآلهة، والحذف أشد في الوعيد لذهاب] (٢) وهم المخاطب إلى كل عقاب، وإذا كانت الرؤية رؤية القلب وإن سدت مَسَدَّ المفعولين ولكن يبقي في هذا القول إذ يرون العذاب بماذا يتعلق؛ فإن تعلق بيرى صار التقدير ولو عَلِم الذين ظلموا إذ رأوا العذاب أنَّ القوة لله جميعاً فيرِد عليه ما أُورد على أبي عبيد لأنهم إذا رأوا العذاب علموا ذلك يقيناً فلا معنى لقوله لو.

وأقرب مما قدَّروه عندي أن يجعل الذين في قراءة من قرأ بالغيب مفعولاً أيضاً والفاعل مستتر في يرى راجع إلى مَنْ في قوله {من يتخذ من دون الله}، وجواب لو محذوف، وتقديره لعلم أو لرأى أنَّ القوة لله، وأنَّ اتخاذه الأنداد مِنْ دونه طلباً لدفعها، أو نفعها، والقوة في الدفع والنفع لغيرها من الضلال والخسار.

ومعنى قراءة ابن عامر {إذ يُرون} أي: إذ يُريهم الله فينا لما لم يُسَمَّ فاعله وأقيم الضمير في يرون مقام الفاعل.

وقوله: «الياء بالضم كللا» جعل الياء مكللة بالضم، وأراد به أن صورة الضمة عليها قد كللتها كما قالوا: روضة مكللة أي: محفوفة بالنور، والإكليل أيضاً عصابة من الجوهر يلبسها الملوك فكأنَّ الضمة على الياء في رأسها كالإكليل في رأس الملك.


(١) معاني القرآن للأخفش ١/ ١٥٤.
(٢) مابين المعقوفتين غير واضحٍ في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>