للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النداء، [كما قالوا: ياغلامِ وياعبادِ لكثرة الاستعمال، وبقيت الياء قبلها على كسرتها لتدلَّ عليها، ويحتمل الفتح أن يكون على النُدَبة (١)، والأصل يابنيَّاه ثم حُذِفَ وتُرِك مفتوحَ الياءِ ليدلَّ على الألف المحذوفة، أواستُثْقِل الكسر مع الياءِ ففتح. وقيل: ثقل اجتماع الياءات والكَسَرَات فأُبدِل من الكسرة التي قبل ياء الإضافة فتحةٌ، فانقلبت الياء ألفاً، ثم حذفت الألف كما تحذف الياء في النداء وبقيت الفتحة تدل عليها] (٢).

قال المازني: وَضْعُ الألف مكان الياء مطَّرِدٌ في النداء، وأجاز يا زيداً أقبل في يازيدي، أبدل من كسرة الدّال فتحةً، ومِن الياء ألفاً، وقد فعلوا ذلك في غير النداء،/ قالوا في جاريةٍ: جاراه، وفي ناصيةٍ ناصاة، ومَنْ أسكن الياء فلأنه حذف ياء الإضافة ولام الفعل فبقيت ياءُ التصغير، لأنَّ فيه ثلاثَ ياءات: ياءُ التصغير، ولامُ الفعل المحذوفة من ابن، فإنَّ أصله بِنْوٌ، أوبَنْيٌ، والتصغير يردُّ الأصل ويوجب ياء التصغير قلبُ الواو ياءً إن قلنا أصله بِنْوٌ، والمغايرة في الفتح والكسر للجمع بين اللغتين، وقراءة البزي جَمَعَت اللغات الثلاث.

٥ - وفِي عَمَلٌ فَتْحٌ وَرَفْعٌ ونَوِّنُوا … وغَيْرَ ارْفَعُوا إِلاّ الكِسَائِيَّ ذَا المَلا

{إنَّهُ عَمَلٌ} (٣) جعل عملاً مبالغةً كقوله (٤):

.................. … فإنما هي إقبالٌ وإدبارٌ

أوهو ذو عملٍ أي: إنما أهلك من عَمِل بعملك، أو تكون الهاء للنداء


(١) سوى حمزة والكسائي وحفصٍ قرؤوا بضم ميم مجراها فتكون قراءة هؤلاء الثلاثة بفتحها.
(٢) مابين المعقوفتين سقط من (ع).
(٣) الآية ٤٦ من سورة هود.
(٤) عجز البيت للخنساء، وصدره: «ترتع مارتعت حتى إذا ادَّكرت»
ديوان الخنساء/ ٤٨، والكتاب ١/ ٣٣٧، والخزانة ١/ ٢٠٧ وقد تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>