للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الأول: أهمية كتاب «فتح الوصيد» على شروح الشاطبية.

ذكرت مكانة القصيدة الشاطبية في علم القراءات ووقفت على ثناء العلماء والقراء على هذه القصيدة، وذكرت أيضاً عناية أئمة القراء للقصيدة، وتهافتهم على خدمتها وشرحها، وذكرت شراحها، وأذكر هنا منزلة كتاب فتح الوصيد في شرح القصيد وهو هذه الرسالة.

لمّا كانت القصيدة الشاطبية بهذه المكانة الرفيعة كان لزاماً أن يكون لها شرح واسع يحل ألغازها ورموزها، ويسهل معانيها، وقد بقيت الشاطبية من غير شرحٍ في حياة ناظمها، ولكن بعد وفاته قيض الله واحداً من أقرب تلامذته لشرحه، وهو الإمام السخاوي، وقال الإمام الشاطبي لتلامذته أثناء شرحه القصيدة لتلامذته: يقيض الله فتىً يشرحها

قال الإمام أبو شامة في شرحه (١): «حكى لنا بعض أصحابنا أنه سمع بعض الشيوخ المعاصرين للإمام الشاطبي يقول: لُمته في نظمه لها لقصور الأفهام عن دركها، فقال: ياسيدي هذه يقيض الله لها فتىً يبينها» فلما رأيت السخاوي قد شرحها علمت أنه ذلك الفتى الذي أشار إليه

قال العلامة أبوشامة مبيناً أهمية كتاب فتح الوصيد (٢): «وإنما شهرها بين الناس وشرحها، وبين معانيها وأوضحها، ونبّه على قدر ناظمها، وعرَّف بحال عالمها شيخنا الإمام العلامة علم الدين بقية مشايخ المسلمين. علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي».


(١) إبراز المعاني ص ٨.
(٢) إبراز المعاني ص ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>