للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الكوفيون:/ ألف الوصل في الأمر مبنية على عين الفعل فتكسر إذا كانت مكسورة أو مفتوحة، وتضمُّ إذا كانت مضمومة، وإنما كسروا مع المفتوحة وكان القياس الفتح قالوا: لئلا يلتبس الخبر بالأمر فيصير اذهب كقولك: اذهب أنا، قالوا: وذلك للإتْباع.

وردَّ ابن الأنباري قول البصرين أنَّ همزة الوصل اجتلبت ساكنة، وقال: إذا كانوا لا يبتدئون بساكنٍ فمن المحال أن يأتوا بحرفٍ ساكنٍ للابتداء، قالوا وإنما بُنِى التحريك على الثالث دون غيره، لأنَّ حركته لا تتغير وهو من أصول الكلمة، فأما الأول فهو زائد، والزائد لا يُبْنَي عليه.

والثاني ساكن والساكن لا يبتدأ به، والرابع حرف إعراب تتغير حركته من نصبٍ إلى رفعٍ إلى جزمٍ.

وقوله: «يضم لزوماً» احترز به من نحو {إِنِ امْرُؤٌ هَلَك} (١) لأنَّ الضمة ليست بلازمة، وقوله: «كسره في ندٍ» أي: في محلٍ رطبٍ لَيِّن حلا لأنه الأصل ثم مثَّل ذلك فقال:

٥٢ - قُلِ ادْعُوا أَوِ انْقُصْ قَالتِ اخْرُجْ أَنِ اعْبُدُوا … مَحْظُورَاً انظُرْ مَعْ قَدِ اسْتُهْزِئَ اعْتَلى

هذا البيت من عجائب هذا النظم لأنه جمع فيه [جميع] أمثلة الساكن لأنه لايكون إلا أحد هذه الستة لام، أو واو، أو تاء، أو نون، أو تنوين، أو دال نحو: اذكر، ونحو: {فَمَنْ اضْطُرَّ} (٢)، {ولكِن انْظُر} (٣)، و {مُبِينٌ اقْتُلُوا} (٤)، و {أو ادْعُوا الرَّحْمَن} (٥).


(١) الآية ١٧٦ من سورة النساء.
(٢) الآية ٣ من سورة المائدة.
(٣) الآية ١٤٣ من سورة الأعراف.
(٤) الآيتان ٥ - ٦ من سورة يوسف.
(٥) الآية ١١٠ من سورة الإسراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>