للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ساكنتين قبل دخول الجزم لم يُعتَدَّ بها حاجزاً فحذفت بالصلة لئلا يلتقي ساكنان، ثم حذفت التي قبل الهاء للجزم وبقيت الهاء على كسرها، وأما من وصل فقد قدمت حجته.

ومعنى قوله: «بوجهين بجِّلا» أي: وقرأ فلم يَطْعنْ فيهما، وقد ذكر الحافظ أبو عمرٍو عن قالون اختلاسَ حركةِ الهاءِ في الوصل، وقال: أقرأني ذلك أبو الفتح، وأقرأني أبو الحسن بالصلة، وهو معنى بوجهين بجلا.

٧ - وإِسْكَانُ يَرْضَهْ يُمْنُهُ لُبْسُ طَيِّبٍ … بِخُلْفِهِمَا والقَصْرَ فَاذْكُرْه نَوْفَلا

أشار بقوله: «يمنه لبس طيب» إلى تقوية الإسكان كما فعل في نظائره، وقوله: «بخلفهما» رُوي عن الدوري الإسكان والوصل بواو، وخلف وهشام [في الإسكان والاختلاس لاغير. فإن قلت: فهذا يلبس، قلت قد صرح بمذهب هشام] (١) الثاني في البيت بعده، ودلَّ مفهومه على مذهب الدوري فقال: «والقصر فاذكره نوفلا له الرحب»، وفي هذا الكلام إشارة إلى ظهور وجه القصر واتساعه في العربية فيجد المتصدي لنصرته رحباً وسعة مجالٍ مِنْ نقل ذلك لغة وإبراز وجوه من التعليل يذكرها نوفل.

٨ - لَهُ الرَّحْبُ والزِّلْزَالُ خَيْرَاً يَرَهْ بِهَا … وشَرَّاً يَرَهْ حَرْفَيْهِ سَكِّنْ لِيَسْهُلا

أشار بقوله: «ليسهلا» إلى معنى غير ما تقدم من الاحتجاج للإسكان وذلك أنه إذا وصل (يرهو) بواو التقى واوان وهو ثقيلٌ في اللفظ، [وفي الإسكان] (٢) تخفيف لذلك الثقل وتسهيل اللفظ به إذ الخلاف إنما هو في حال الوصل دون الوقف.


(١) مابين المعقوفتين سقط من (ب).
(٢) في (ب) [والإسكان].

<<  <  ج: ص:  >  >>