للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٩ - وكَسْرٌ وفَتْحٌ ضُمَّ في قِبَلاً حَمَي … ظَهيَراً وللكُوفيِّ في الكَهْفِ وُصَّلا

قُبلاً بالضم جمع قَبيل وهو الكفيل هنا أي: كفلاء بما وعدناهم به، والقبيل أيضاً الجماعة وليسوا لأبٍ واحدٍ فإنْ جمَعَهُم أبٌ واحدٌ فهم القبيلة والجمع القبائل.

والمعنى: وحشرنا عليهم كلَّ شيءٍ جماعات تشهد بصدقك، والقُبُل أيضاً نقيض الدبر أي: من قِبَلِ وجوههم قاله الفرَّاء (١)، كما تقول: أتيتك قبلاً ولم آتك دُبُراً، وعلى هذا الوجه تُحْمَل قراءة من قرأ قُبُلاً بالضم في الكهف دون الوجهين الأولين، ومَنْ قرأ قبلاً بالكسر فمعناه عياناً هنا وفي الكهف، يقال رأيته قبلا أي: عياناً، ويقال أيضاً: رأيته قَبَلاً، وقُبُلاً بالفتح والضم بمعنى المعاينة، فتكون قراءة الضم والكسر في/ السورتين على هذا بمعنىً واحدٍ، و «حمى ظهيراً» أي: معيناً يعني الضم.

٣٠ - وقُلْ كَلِمَاتٌ دونَ مَا أَلِفٌ ثَوَى … وفي يونسٍ والطَّوْلِ حَامِيهِ ظَلَّلا

«ثوى» أي: أقام لأنه يؤدي عن معنى القراءة الأخرى، لأنَّ الواحد [من الجنس يؤدي عن جميعه] (٢)، ومعنى كلمة ربك [ماتكلم به] (٣)، وإن أريد به الواحد فذلك ظاهر، ومن الحجة لكلماتٍ أنه مرسومٌ في المصحف بالتاء (٤)، وقد رسم نحو: رحمت بالتاء فلا دليل على الجمع مقطوع به.


(١) معاني القرآن للفراء ١/ ٣٥٠.
(٢) مابين المعقوفتين غير واضحٍ في الأصل.
(٣) مابين المعقوفتين زيادة من (ش).
(٤) المقنع/ ٧٩ - ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>