للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: «غير ماها فيه» يعني ما وقع بعد الألف منه (١) هاء كناية التأنيث في هذه السورة، وهو ينقسم ثلاثة أقسام: مالاخلاف عنه في إمالته نحو: {ذِكْرَنهَا} (٢) وذلك داخل في قوله: «وذو الرَّاء ورش بين بين»، وما لا خلاف عنه في فتحه نحو: {ضُحَاهَا} (٣) وشبهه من ذوات الواو، وما فيه الوجهان وهو ما كان من ذوات الياء.

قال الحافظ أبو عمروٍ: قرأت على أبي الفتح، وعلى الخاقاني ذلك كلَّه بين بين كسائر رؤوس الآي لم تتصل بالألف المنقلبة عن ياء فيها كناية مؤنثاً طرداً لمذهب ورش في سائر ذوات الياء، وقرأت على أبي الحسن بالفتح في ذلك جمعاً بين اللغتين لفشوهما واستعمال العرب لهما، على أنَّ قياس أبي يعقوب/ وغيره عنه في ذلك التوسُّط من اللفظ وذلك طرداً لمذهب ورشٍ في ذوات الياء إذ لم يراع في ذلك حشواً ولاطرفاً، وعلى القول الآخر الذي يفتح فيه ذوات الياء يكون فتح هذه من طريق الأولى لوقوعها في غير موضع التغيير وهو الوسط، والفرق بينها وبين {والضُّحَى} وشبهه أنَّ الألف ثم في موضع التغيير، وهو الطرف فلذلك وقع الإجماع عنه على إمالتها بخلاف هذه.

٢٦ - وكَيْفَ أَتَتْ فَعْلَى وَآخِرُ آي مَا … تَقَدَّمَ لِلبَصْرِي سِوَى رَاهُمَا اعْتَلى

معناه أنَّ فَعْلَى مفتوحة الفاء، أو مكسورتها، أو مضمومتها فقرأها أبو عمروٍ بين اللفظين لأنَّ الكلام معطوفٌ على قوله: «وذو الرّاء ورش بين بين»، وكذلك مذهب أبي عمروٍ في أواخر آي السور المذكورة سوى مافيه


(١) يقلل ورش الألفات الواقعة بعد راء قولاً واحداً سواء كانت رأس آية أم لم تكن، وسواء اقترن بها ألف الضمير المؤنث أم لا واستثنى من هذا النوع {ولو أراكهم}.
(٢) الآية (٤٣) من سورة النازعات.
(٣) الآية (٤٦) من سورة النازعات.

<<  <  ج: ص:  >  >>