للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيرين (١)، وقتادة (٢)، وغيرهم قرؤوا هذا على الخبر أن تكون الآيات مفصلة، فيجعل بعضها أعجمياً وبعضها عربياً، أو يكون على الإخبار بأنّ القرآن أعجمي والمرسل إليهم لسانهم عربي، أوالرسول عربي، ويقال: أسهل إذا ركب السهل لأنه لم يقرأ بهمزتين.

٤ - وهَمْزَةُ أَذْهَبْتُمْ في الَاحْقَافِ شُفِّعَتْ … بِأُخْرَى كَمَا دَامَتْ وِصَالاً مُوَصَّلا

أشار بقوله: كما دامت وصالاً موصلاً إلى أنها كذلك مشفعة بهمزة الاستفهام في مواضع من القرآن كثيرة نحو {ءأشفقتم} (٣) وشبهه؛ والعرب توبخ بهمزة الاستفهام تارة وتستغني عنها تارة لأنها ليست للإستخبار، فالتوبيخ يحصل بهمزة الخبر كقولك: يافلان أتيت مُنْكَراً.

٥ - وفي نُونَ فِي أَنْ كَانَ شَفَّعَ حَمْزَةٌ … وَشُعْبَةُ أيضَاً والدِّمَشْقِيُّ مُسَهِّلا

من قرأ {أَنْ كَانَ} (٤)، فمعناه: الآن كان ذا مال يطيعه، «والدمشقي» معطوف على ماقبله، و «مسهلاً» منصوبٌ على الحال أي: وشفع الدمشقي في حال تسهيله.


(١) محمد بن سيرين أبوبكر بن أبي عمرة، إمام البصرة مع الحسن، روى عن زيد بن ثابت، وعائشة، وأبي هريرة، روى عنه الشعبي، ومالك، وقتادة. توفي سنة عشر ومائة.
(غاية النهاية ٢/ ١٥١)
(٢) قتادة بن دعامة أبو الخطاب السدوسي البصري المفسِّر أحد الأئمة في حروف القرآن، روى القراءة عن أبي العالية، وأنس بن مالك، روى عنه الحروف أبان بن يزيد، وأبوعوانة. توفي سنة سبع عشرة ومائة.
(غاية النهاية ٢/ ٢٥)
(٣) الآية (١٣) من سورة المجادلة.
(٤) الآية (١٤) من سورة القلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>