اصْبِر عَلَى مَضضِ الإدلاجِ في السَّحَرِ … وللرَّوَاحِ على الحاجاتِ والبِكرِ
لا تضجَرَنَّ ولا يعجزك مطلبها … فالنُّجْحُ يذهب بين العجز والضجر
إني وجدت وفي الأيام تجربةٌ … للصبر عاقبةً محمودةَ الأثر
وقلَّ مَنْ جَدَّ في أمرٍ يطالبه … واستصحب الصبَر إلا فاز بالظفر
المضض: حرقة ألم الكدِّ والتعب.
٩٠ - وقَدْ قِيلَ كُنْ كَالكَلْبِ يُقصِيه أهْلُهُ … ومايأتَلِي في نُصْحِهِمْ مُتَبَذِّلا
أوصى بعض الحكماء رجلاً فقال: انصح لله كما ينصح الكلب لأهله، فإنهم يُجيعونه ويضربونه ويأبى إلا أن يحوطهم نصحاً.
«وما يأتلي»: ما يقصِّر، مِنْ قولهم ما يألو جهداً، و «متبذِّلاً» منصوب على الحال.
٩١ - لَعَلَّ إِلَهَ العَرْشِ يا إِخْوَتِي يَقِي … جماعتَنَا كلَّ المكَارِه هُوَّلا
يقول: لعل الله يقينا إن قبلنا هذه الوصية هول المطلع، وهول جمع هائل، وقد ذكرت معناه، وهو منصوبٌ على الحال أي: مفزعة في حال هولها.
٩٢ - ويجعَلُنَا مِمَّنْ يَكُونُ كِتَابُهُ … شَفِيعَاً لهم إِذَا مَا نَسُوه فيَمْحَلا
يقال: محل به: إذا وشى به، فهو ماحل، وفي الدعاء، ولا تجعل القرآن بنا ماحلاً أي: ذاكراً لما أسلفناه من المساوئ في صحبته.
٩٣ - وبِاللهِ حَوْلي واعْتِصَامِي وقُوَّتِي … ومَاليَ إلا سِتْرُهُ مُتَجَلِّلا
الاعتصام بالله: الامتناع به من الشرِّ وعَصَمَه الله أي: دَفَع الشرَّ عنه، وفي الحديث: «لا حول ولا قوة إلا بالله كنزٌ من كنوز الجنة» (١)
(١) روه الترمذي باب الدعاء ١٣/ ٩٠.