إنما أبدل قالون هاهنا لأنه يلزم على أصله في اجتماع همزتين مكسورتين أن يجعل الهمزة في النبي وبيوت النبي بين الهمزة والياء الساكنة وقبلها يافُعيل والمسهَّلَة كالياء الساكنة، ففي ذلك ما يشبه اجتماع الساكنين فقلب الهمزة ياءً وأدغم كما قدمته أولاً فراراً من اجتماع الساكنين.
الهمز بالرفع على الابتداء، وبالنصب على أنه مفعول، وأشار بقوله:«خذ» إلى أنَّ الهمز تُختار القراءة به لأنه الأصل يقال: صَبَأ يَصْبَأ إذ خرج من دينٍ إلى آخر، ومنه صبأ ناب الصغير، وصبأت النجوم صُبُوءاً: طلعت، وصبأ عليهم يصبأ صَبْئَأً وصُبُوءاً إذا طلع لأنه ترك أرضه إلى غيرها، لأنهم خرجوا من اليهودية إلى المجوسية لأنهم صلُّوا إلى قبلتهم، وقرؤوا كتبهم، وعبدوا مع ذلك الملائكة.
وقيل: عبدوا الكواكب فقد صبؤوا إلى غير ذلك الدين، ومَنْ قرأ الصابون أبدل من الهمزة ياءً مضمومة في الرفع، أو واواً مضمومة ثم نقل الحركة لثقلها إلى ماقبلها ولتصح الواو ثم حذف لالتقاء الساكنين، وفي حالة النصب أبدل من الهمزة ياءً مكسورة فاجتمع ياءان مكسورة وساكنة فثقل ذلك.
فإما أن يقول: إنه نقل حركة الياء إلى الباء بعد أن أمال حركتها كما أزيلت لما نقلت إليها الضمة، أو يقول: حذف الكسرة ولم ينقل لأنه إنما نقل الضمة لتصِحَّ واو الجمع، فاجتمع ياءان ساكنان فحذف لالتقاء الساكنين.