أما ابن مجاهد، فرُوي عنه الوصل لحمزة لمن ترك التسمية، ورُوي عن غير ابن مجاهد أيضاً للعلة التي قدمتها لحمزة، وأما السكت/ فعليه أكثر أهل الأداء؛ والجلاء المتصدرين، وهو مروي أيضاً عن ابن مجاهد، ووجهه أنه عوض من الفصل لما فيه من الإشعار بالانقضاء والابتداء.
يعني أنه لا نصَّ في ذلك عن ابن عامرٍ وأبي عمروٍ، ولكنه وجه مستحبٌ من الشيوخ يعني: التخيير من غير تحديد، وهذا قول ابن غلبون، وقول الحافظ أبي عمروٍ رحمه الله في مصنفاته وغيرهما.
قال ابن غلبون: لم تأت عنهما روايةٌ منصوصةٌ بفصلٍ ولا بغير فصلٍ والمأخوذ في قراءتهما بغير فصلٍ وبه قرأت، ونقل أبو طاهر بن أبي هاشم عن أبي عمرو الوصل بينهما كحمزة، قال: ولم يأتنا عن ابن عامر في هذا شيء، وقد ذكر المهدوي وغيره عن أبي عمروٍ الفصل بالتسمية، والوصل مثل حمزة، والسكت، يقال: حَبَبَتُ وأَحْبَبْتُ، قال الشاعر:
والخلاف المشار إليه عن ورش أنَّ أبا غانم المظفر بن أحمد بن حمدان المقرئ، كان يأخذ بالتسمية بين السورتين لورش في جميع القرآن، وتابعه على ذلك الآخذون عنه كالأُذفوي محمد بن أحمد وغيره.
(١) مابين المعقوفتين زيادة من (ب)، والبيت لغيلان بن شجاع النهشلي. وهو في اللسان (حَبَبَ) ١/ ٢٨٩.