للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أبو عُبيدٍ عن عاصمٍ الجحدري أنها في هذه السورة في الإمام (١) بألف وفي الملائكة بغير ألف.

وهذا الموضع أيضاً أدلُّ دليلٍ على اتِّبَاع النقل في القراءة، لأنهم لو اتَّبَعُوا الخط وكانت القراءة إنما هي مسندة إليه لقرؤوا هاهنا بألفٍ، وفي الملائكة بالخفض.

قال أبو عُبيدٍ: ولولا الكراهة لخلاف الناس لكان اتِّبَاع الخط أحب إليَّ، فيكون هذا بالنصب والآخر بالخفض، ولكن لا أعرف أحداً أئتمُّ به فيها.

قال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله: إنما زِيدت الألف كما زيدت في كانوا وقالوا، وقال الكسائي: إنما زادوها لمكان الهمزة، وقرأ حفص {سَوَاءً} (٢) بالنصب أي: جعلناه مستوياً العاكف فسواءً مفعول ثانٍ،

و (العاكفُ) مرفوع بسواءً، و (سواءٌ العاكف) بالرفع مبتدأ، وخبر، والجملة في موضع المفعول الثاني، وتَنَخَّل من تَنَخَّلْتُ الشيء إذا تخيَّرْته.

٤ - وغَيْرُ صِحَابٍ في الشّرِيعَةِ ثُمَّ ولْـ … يُوفُّوا فَحَرِّكْهُ لِشُعْبَةَ أَثْقَلا

أي: ورفع غير صحاب {سواءٌ محياهم ومماتهم} (٣) في الشريعة، (وليوفوا) مِنْ وفَّى، والآخر مِنْ أَوْفَى وفِيَ، وفَّى معنى المبالغة والتكرير.

ومعنى «فَحَرِّكْه» أي: افتح الساكن، و «أثقلا» أي: ثقيلاً أي: افتحه في حال ثقله، يريد فتح الواو وتشديد الفاء.


(١) المقنع ص/ ٤٠.
(٢) الآية ٢٥ من سورة الحج. وقرأ غير حفصٍ {سواء العاكف} برفع الهمزة وحفص بنصبها، وقرأ حفص وحمزة والكسائي {سواء محيهم} في سورة الشريعة بنصب الهمزة، والباقون بالرفع.
(٣) الآية ٢١ من سورة الجاثية.

<<  <  ج: ص:  >  >>