للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمسيطِرُ بالسين الرَّبُّ الغالب، يقال: تَسَيْطَرَ على فلانٍ اتخذه عبداً، وعِلَّة الصاد وإشمام الزّاي كما سبق في {الصَّرَاطِ} (١)، وذكر أبو الفتح (٢) في كتابه السين عن حفص بغير خلافٍ، وذكر ابن غلبون في التذكرة عنه الصاد بغير خُلْفٍ، وأبو الفتح يروِي ذلك من طريق الأُشناني، عن عُبَيْد بن الصبَّاح، عن حفص، وكذلك رواية ابن غلبون في الصاد، فثبت الخلاف في ذلك عن حفصٍ، وإنما ذكر ابن غلبون السين فيه عن الأعشى، عن أبي بكر، وأما الخلف عن خلادٍ فيه، فقال أبو عمرو: وقرأت على أبي الفتح فيه وفي قوله تعالى: {بمسيطِرُ} (٣) في الغاشية بالصاد الخالصة، وقرأت على أبي الحسن فيهما بين الصاد والزاي لِخَلَفٍ.

والزُّمَّل الضعيفُ، وكذلك الزُّمَيْلُ، والضَّبْعُ العَضُدُ، وقوله: {مَاكَذَبَ الفُؤَادُ} (٤) أي: إنه صدَّق مارأه بعينه، وما كذب فيما رآه محمد -صلى الله عليه وسلم-/ بعينه أي: لو قال: فؤادُهُ لِمَا رآهُ بَصَرُهُ لم أعرفك لكان كاذباً.

١٣ - تُمَارُونَه تَمْرُونَه وَافْتَحُوا شَذَاً … مَنَاءَةَ لِلمَكِّي زِدِ الْهَمْزَ وَاحْفِلَا

ما رَيْتُهُ أي: جادلته، واشتقاقه مِنْ مَرْي الناقةِ، لأنَّ كلَّ واحدٍ من المتجادلين يَمْرِي بما عِنْدَ صاحبه، و {أَفَتُمَرُونَهُ} (٥) أفتغلبونه في المِراء، يقال: مارَيْتُهُ فمَريْتُهُ أي: غلبتُه، وعُدِّي بِعَلَى كما تَقُول: غَلَبْتُهُ على كذا، ويقال: أيضاً مَرَيُتُهُ حَقَّهُ إذا جحدته، وعدَّاه بعلى لأنه إذا جحده حَقَّهُ فقد غَلَبَهُ عليه، قال الشاعر (٦):


(١) الآية ٦ من سورة الفاتحة.
(٢) التيسير ص/ ٣٠٤.
(٣) الآية ٢٢ من سورة الغاشية.
(٤) الآية ١١ من سورة النجم.
(٥) الآية ١٢ من سورة النجم.
(٦) وهو في البحر المحيط ٨/ ١٥٩، والقرطبي ١٧/ ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>