للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها]

١ - وحَرِّكَ لِوَرْشٍ كُلَّ سَاكِنٍ اخِرٍ … صَحِيحٍ بِشكْلِ الهمْزِ واحْذِفْه مُسَهِلا

قوله: «كلَّ سَاكنٍ» أي: كل حرف ساكن، فإن قلت: التنوين ليس بحرف وتنقل إليه الحركة نحو {كُفُوَاً أحَد} (١)؛ قلت: هو حرف، والدليل على ذلك تحريكه إذا وافق ساكناً كقوله: {رَحِيمَاً النَّبي} (٢) وحذفه للساكنين أيضاً كقوله: {وقَالت اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ} (٣) وإنما لم ترسم له صورة لئلا يشتبه بالنون الأصلية التي من نفس الكلمة.

وقوله: «آخر» أي: في آخر كلمة، ولا يلزم عليه لام التعريف لأنها وإن اتصلت فهي منفصلة في الأصل، ولهذا تقول العرب: رأت أل، ثم تتذكر فتقول: الكتاب، فالألف مع اللام بمنزلة قد في أنها كلمة منفصلة.

تقول: قد، فتقف عليها حتى تتذكر ما بعدها، فإن توهمت بعدها ألف وصلٍ قلت: قَدِ؛ تقدر: قدِ انطلقت، وكذلك يقولون: جاءني الـ يريدون الإنسان على نقل الحركة فيفصلون كالمنفصل من الحروف.

ومنه قول الراجز:

دع ذا وعجِّل ذا وألحقنا بذل … ....................

فوقف عليها، ثم قال وكررها وحرف الخفض الذي معها:

.................... … بالشَّحم إنا قد مَلِلنَاهُ بَجَلْ (٤)


(١) الآية (٤) من سورة الإخلاص.
(٢) الآية (٣٣) من سورة الأحزاب.
(٣) الآية (٣٠) من سورة التوبة.
(٤) البيت: دع ذا وعجِّل ذا وألحقنا بِذَلْ بالشحم إنا قد مَلِلْنَاه بَجَلْ
البيت لغيلان بن حريث وهو في الكتاب ٣/ ٣٢٥، والمقتضب للمبرد ١/ ٨٤، و الخصائص لابن جني ١/ ٢٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>