النون الساكنة تكون في الأسماء والأفعال؛ والحروف متوسطة ومتطرفة، والتنوين في الأسماء مختص بالأواخر تابع للإعراب، والموجب لإدغامه في اللام والراء طلبُ الخفة وساغ ذلك لقرب المخرج إذ مخرج النون من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا، والراء منه إلا أنها أدخل قليلاً إلى ظهر اللسان منحرفة إلى اللام، واللام من أدنى حافة اللسان إلى منتهى طرفه مما يلي الحنك الأعلى فويق الضاحك والناب والثنايا والرباعية وللقرب من النون في طرف اللسان وجب الإدغام، والموجب لإذهاب الغنة أنَّ الغنة ها هنا فيها كلفة على اللسان.
ومعنى «لتجملا» أي: لتجمل اللام والراء في اللفظ بهما كذلك من غير كلفة، وينقلب التنوين أو النون من جنس اللام والراء قلباً محضاً، وذلك حقيقة الإدغام وعلى ذلك جماعة من النحويين كابن كيسان وغيره، وهو الذي أخذ به القراء وجاءت به الروايات الصحيحة عنهم.
وإظهار الغنة في العربية هاهنا جائز، وقيل: إنما أذهبت الغنة هاهنا للقرب فكأنَّ الراء واللام لقربهما من التنوين والنون قد صارا كالأمثال التي ينوب بعضها عن بعض وحين بَعُدا من الواو والباء والميم احتيج إلى بقاء الغنة لتدل على الحرف المدغم التي اختصت به.