للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلُّ مامثل من الحروف استغني عن إعادته، وإنما كُرِّرَت الياء في حطي وقد مثلت لاختلاف صورتها/ في الطرف وغيره، وقد حذفها أصحاب الحساب استغناءً بها في حطي وعلى ذلك بنى صاحب القصيد.

وقوله: «دليلاً» على المنظوم أي: على القارئ المنظوم (١)، و «أول أولا» في موضع نصب على الحال لأنه في موضع مرتباً ومثله قولُ مكي بن سوادة:

عليمٌ بتأويل الكلام ملقنٌ … ذَكور لما سُدَّ له أولَ أولا

يَبَذُّ قريعَ القوم في كلِّ مجمعٍ … وإن كان سحبان الخطيب ودغفلا (٢)

ترى خطباءَ الناسِ عند ارتجالهِ … كَأنَّهُم الكِروان أبصرنَ أجْدَلا (٣)

٤٦ - ومِنْ بَعْدِ ذِكْرِي الحَرْفَ أُسْمِي رِجَالَه … مَتَى تَنْقَضِي آَتِيكَ بالوَاوِ فَيْصَلا

أراد الحرف المختلف في قراءته وذلك أنه ذكر القراءة وقيدها على أبلغ وجوه البيان، ثم الكلمة التي تتعقب ذكر القراءات دلالات على القرَّاء بحروف أوائلها؛ فإذا تعقب ذلك كلمة أولها واوٌ أشعر ذلك بانقضاء الترجمة لأنَّ الواو جعلها فاصلةً.


(١) فصَّل السمين في شرحه فقال: «وعلى كل قارئ متعلق بـ (دليلاً) و «على المنظوم» بدل من قوله: «على كل» أعيد معه حرف الجر».
(انظر: الورقة ١٥ من العقد النضيد)
(٢) يبذُّ القوم يبذهم أي: سبقهم وغلبهم. (بذذ) لسان العرب ٥/ ٩.
و سحبان هو ابن وائل أشهر خطباء العرب وهو الذي يقول:
لقد علم الحي اليمانون أنني إذا قلت أما بعد أني خطيبها
وصار مثلاً من الأمثال العربية: (أخطبُ من سحبان بن وائل).
(مجمع الأمثال ١/ ٢٥٩)
ودغفل: اسم رجلٍ وهو دغفل بن حنظلة النسَّابة أحد بني شيبان.
(لسان العرب (دغفل) ١٣/ ٢٦١)
(٣) كَروان: طائر يشبه البط والجمع كِروان.
والأجدل: أي الصَّقْر، والأبيات قالها ابن سوادة في مدح خالد بن صفوان.
(حياة الحيوان الكبرى ٢/ ٢٢٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>