للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: (أنها) بمعنى لعلها قاله الخليل، والأخفش (١)، والفرَّاء (٢)، وقطرب، وقرأ أُبيّ لعلها، تقول العرب: ايت السوق أنك تشتري كذا بمعنى لعلك، وقال امرؤ القيس (٣):

عُوجوا على الطلل المميت المحيل لأننا … نبكي الديار كما بكى ابنُ حذام

وأنشد الأخفش (٤):

قلتُ لشيبانَ: ادنُ من لقائه … أنَّا نغذِّي القومَ مِنْ شِوائهِ

وقيل: إنَّ (أن) على بابها و «لا» مزيدة.

٢٨ - وخَاطَبَ فِيهَا يُؤْمِنُونَ كَمَا فَشَا … وصُحْبَةٌ كُفْؤٍ في الشَّرِيعَةِ وَصَّلا

وعلى الخطاب في تؤمنون يكون يشعركم خطاباً للكفار، وهو خطاب للمؤمنين على القراءة الأخرى، ومعنى كما فشا أي: كما انتشر واشتهر، وذلك لأنَّ أبا عبيد قال: وكلهم قرأ بالياء ولا أعلمهم اختلفوا فيه إلا ما كان من حمزة فإنه قرأ بالتاء؛ فأشار إلى شهرته عن ابن عامر أيضاً.

وفي (وصل) ضميرٌ يعود إلى كفء يعني أنَّ القراءة في قوله في الشريعة {فبأي حَدِيثٍ بعدَ الله وآيَاتِهِ تُؤْمِنُون} (٥) بالتاء نقلها صحبة كفء وصلها، والخطاب في الشريعة لأنَّ المرسل إليهم مخاطبون من الله تعالى، والغيبة على ما تقدَّم من ذكر المؤمنين وما بعده.


(١) معاني القرآن للأخفش ٢/ ٢٨٥.
(٢) معاني القرآن للفراء ١/ ٣٥٠.
(٣) انظر: ديوانه/ ١٥٦، شرح المفصل ٨/ ٧٩.
(٤) البيت لأبي النجم. وليس في ديوانه انظر: الكتاب ١/ ٤٦٠، الإنصاف ٢/ ٥٩١، الحجة ٣/ ٣٧٩.
(٥) الآية ٦ من سورة الجاثية.

<<  <  ج: ص:  >  >>