للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وقُلْ عَادَاً الأُولى بِإسْكَانِ لامِهِ … وتَنْوينُه بالكَسِرِ كَاسِيهِ ظَلَّلا

أصل (الأولى) عند البصريين ووْلى فقلبت الواو الأولى همزة لما كرهوا اجتماع واوين كما قالوا: أواق فأصله الواو فصارت أولى، وعند الكوفيين الأصل وؤلى مِنْ وأَلَ إذا نجا، أو من وأَلْتُ إلى المكان، إذا بادرت إليه؛ فأبدلوا من الواو همزة لانضمامها كما فعلوا في وجوه ووقِّتت فاجتمع همزتان فقلبوا الثانية واواً لِسكونها وانضمام ما قبلها ثم دخل على أولى آلة التعريف، فمن قرأ عاداً الأولى أتى بالكلمة على الأصل وكسر التنوين وكساها [للساكنين، وكساها من زينة التنوين ما ظللها به وسترها] (١). فليس لقائل فيها كلام.

٦ - وأَدْغَمَ بَاقِيهم وبالنَّقْلِ وصْلُهُم … وبَدْؤُهُمُو والبَدْءُ بِالأصْلِ فُضِّلا

ومَنْ أدغم أتبع أولى الرسم لأنها وقعت في المصحف لولى كما كتبوا ليكة، وله من الحجة بعد ذلك أنه لما أراد تخفيف الكلمة بالإدغام لم يتمكن من إدغام التنوين في اللام [لسكون اللام] (٢) فنقل إليها حركة الهمزة ليتمكن من الإدغام، واعتدَّ بها كما اعتدَّ بها قوم في لَحْمَر حين حذفوا ألف الوصل إذ كانت ألف الوصل مجتلبة للساكن بعدها، فلما تحرك استغنى عنها فلولا الاعتداد بحركة اللام لم تحذف الألف، وهؤلاء يقولون: لم يذهب لَحْمَر؛ فيبقون سكون الباء اعتداداً بالحركة، فعلى هذا يكون التنوين غير متحرك لأنَّ الذي كسر من أجله قد تحرك فلم يلتق ساكنان، ثم أدغمت النون ساكنة في اللام.


(١) مابين المعقوفتين زيادة من (ع).
(٢) مابين المعقوفتين سقط من (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>