للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - وقَبْلَ يَقُولَ الواوُ غُصْنٌ ورَافِعٌ … سِوَى ابْنِ العَلا مَنْ يَرْتَدِدْ عَمَّ مُرْسَلا

٩ - وحُرِّكَ بالإِدْغَامِ للغَيْرِ دَالُهُ … وبالخفْضِ والكُفَارَ رَاوِيهِ حَصَّلا

ثبتت الواو في مصاحف أهل العراق (١)؛ وعلى ذلك قراءتهم، وسقطت من مصاحف أهل الحجاز والشام كما قرؤوا، وجعل الواو غصناً لأنها تعطف الكلام وتصل بعضه ببعض فهي كغُصنٍ امتدَّ من شجرةٍ إلى أخرى فاتصلتا، ومَنْ رفع وقرأ بالواو وهم: الكوفيون فعلى معنى: ويقول الذين آمنوا في ذلك الوقت؛ فهو كلامٌ مستأنف. ومَنْ رفع بغير واوٍ فعلى جواب قائلٍ قال: فماذا يقول الذين آمنوا حينئذٍ؛ فقيل: يقولوا الذين آمنوا: أهؤلاء الذين أقسموا.

وقرأ أبو عمروٍ {ويقولَ} (٢) عَطْفاً على أن يأتي على تقدير عسى أن يأتي الله بالفتح؛ فهو عطفٌ على المعنى، لأنَّ معنى عسى الله أن يأتي وعسى أن يأتي الله واحِدٌ، فعطف على تقدير عسى أن يأتي الله ولا يحسُنُ العطف على اللفظ من غير هذا التقدير، كما لا يحسن عسى الله أن يقول الذين آمنوا، لأنَّ التقدير يرجع إلى ذلك، ويجوز إبدال أن يأتي من اسم الله تعالى فيصير التقدير عسى أن يأتي الله ويقول الذين آمنوا، وقد جُوِّز أن يعطف على الفتح، لأنه بمعنى أن يفتح فتقديره عسى الله أن يفتح وأن يقول؛ فاحتيج إلى تقدير أن يكون مصدراً مع القول، ويكون عطفَ اسمٍ على اسمٍ كما قال (٣):

ولُبْسُ عباءةٍ وتقرَّ عيني … أحبُّ إلي من لُبْسِ الشُّفوف


(١) انظر: المقنع/ ١٠٣.
(٢) الآية ٥٣ من سورة المائدة.
(٣) البيت لميسون الكلبية زوج معاوية رضي الله عنه، وهو في الكتاب ٣/ ٤٥، الكامل ٢/ ٢٧، الخزانة ٣/ ٦٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>