للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وبعدُ فَحَبْلُ اللهِ فِينَا كِتَابُهُ … فَجَاهِدْ بِه حِبْلَ العِدَا مُتَحَبِّلا

العرب تستعير الحبل في العهد والوصلة والمودة، وانقطاعه في نقيض ذلك كما قال (١):

إني بحبلك واصلٌ حَبْلِي … ............

وفي الكتاب العزيز {وتَقَطَّعَتْ بهمُ الأسبابُ} (٢)، وفيه {واعْتَصِمُوا بحبْلِ اللهِ} (٣) جاء في التفسير أنه القرآن، وقال الشاعر:

ألَمْ يحزنكَ أنَّ حِبالَ قيسٍ وتغلبَ قد تباينتِ انقِطَاعا (٤)

وعن علي -عليه السلام- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أنها ستكون فتنة، قيل: فما المخرج منها يارسول الله؟.

قال: كتاب الله؛ فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحُكْمُ مابينكم، هو الفصل ليس بالهزْل، مَنْ تركه مِنْ جبار قصمه الله، ومَنْ ابتغى الهدى في غيره أضله الله.

هو حبل الله المتين، وهو الذِّكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لاتزيغ به الأهواء، ولا يلتبس به الألسن، ولاتشبع منه العلماء، ولا يخْلَقُ على ردٍ، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنته الجنُّ إذ سمعته إلاّ أن قالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً، فمن قال به صُدِّقْ، ومن عَمِلِ بها أُجِرَ ومن حَكَمَ به عدل» (٥).


(١) البيت لامرئ القيس، وهو في ديوانه ص/ ٢٣٩ وفي اللسان (حبل) ١١/ ١٣٥
وعجزه: ......... وبريشِ نَبْلك رائشٌ نبلي
(٢) الآية (١٦٦) من سورة البقرة.
(٣) الآية (١٠٣) من سورة آل عمران.
(٤) البيت للقطامي وهوفي ديوانه ص ٣٢، الدر المصون ٨/ ١٤٨.
(٥) رواه الترمذي في سننه وقال: هذا حديث لانعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده مجهول. سنن الترمذي بشرح ابن العربي باب ماجاء في فضل القرآن ١١/ ٣١ ورواه الطبراني وفيه عمرو بن واقد وهو متروك. انظر مجمع الزوائد للهيثمي ٧/ ١٦٤، وكذلك أورده الدارمي في سننه ٢/ ٤٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>