للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي بعض طرقه: «ومَنْ خاصم به فلح ومَنْ دعا إليه هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيم»

وفي بعضها: «ومَنْ استعصم به هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيم».

وفي آخر «طرف بيده، وطرف بأيديكم».

أعلى بحفظه وحراسته من الغوائل، أما الطرف الذي بيده فلا تناله حيلة مبطل، وجعل بأيدي أهل القرآن طرفاً تشريفاً وتقويةً لاعتصامهم به، فامتنع دخول الوسائط بينه وبينهم، وقد التحق بهم من شرح صدره للإقتداء بهم والاهتمام بما اهتموا به في شأن القرآن، وللتعرض لما تعرضوا له من الرحمة.

والحبل الداهية، والجمع حبول، و «العِدا» اسم جمع للأعداء وليس بجمع والمشهور فيه الكسر، وقد حكى ثعلب (١) ضمّه، فإذا قيل عُداة فالضم لا غير، [ويكون كقاضٍ وقضاة ويقولون: أشمت الله بك عاديك] (٢).

ويقال تَحَبَّل الصيدَ، واحتبله أخذه بالحِبالة، وهي الشبكة وجمعها حبائل و «متحبلا» منصوب على الحال، أي: انصب الأعداء بالقرآن المكايد كما يفعل الصائد، أو اجعله حِبالةً تصيد به من تهديه وتريه الحق، و (به) يجوز أن يتعلق بمتحبلا، أو بقوله فجاهد، وتعليقه بمتحبلا أبلغ في المعنى، فيكون القرآن هو الحِبالة، ويصير تقدير الكلام: فجاهد حبل العدا متحبلاً به، والآخر وجه حسن.


(١) هو أحمد بن يحيى النحوي المعروف بثعلب، إمام الكوفيين في النحو واللغة، كان محدثاً، مشهوراً بالحفظ وصدق اللهجة، ثقة حجة. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
(تاريخ بغداد ٥/ ٢٠٤، وإنباه الرواة ١/ ١٣٨)
(٢) مابين المعقوفتين سقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>