للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يُعملها لخروجها عن شبه الفعل بالتخفيف فرفع {هذه أُمَّتُكم} على الابتداء والخبر، ويقال: أهْجَرَ في منطقه إذا أَفْحَشَ، والهُجْرُ بالضم الفحش، وهَجَرَ يَهْجُرُ إذا هَذَى، والهَجْرُ بالفتح الهَذَيَان.

ومعنى قوله: «أجمل» أي: أولى في اختياره، لأنهم كانوا يسبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإذا قيل: تَهْجُرُون جُعِلُوا كالمجانين يَهْذُون فهو أيضاً حسنٌ.

٥ - وفي لامِ لله الأَخِيرَيْنِ حَذْفُهَا … وفي الهاءِ رَفْعُ الجَرِّ عَنْ ولَدِ العَلا

حُذِفَتْ اللام في الأخيرين (١)، ورُسِم الله في مصاحف (٢) البصرة، وثبتت اللام في مصاحف مكة، والمدينة، والشام، والكوفة، فالحذف جوابٌ على اللفظ، واللام على

المعنى، لأنه لا فرق بين أن نقول: مَنْ ربُّ السموات، وبين أن تقول لمن هي؟

٦ - وعَالِمُ خَفْضُ الرَّفْعِ عَنْ نَفَرٍ وفَتْـ … ـحُ شِقْوَتُنَا وامْدُدْ وحَرِّكْهُ شُلْشُلا

الخفض على النعت سبحان الله عالم الغيب، والرفع على هو عالم الغيب، والنعت إذا تُلقي بالفاء فالفصيح استئنافه عند النحويين الكوفيين، ولأنه ابتداء آية، واختار البصريون رفعه.

والشِّقوة (٣) والشقاوة نقيض السعادة لغتان.


(١) قرأ أبو عمرو {سيقولون اللهُ} في الموضع الثاني والثالث بحذف لام الجر وإثبات ألف الوصل ورفع هاء الجلالة والابتداء بهمزةٍ مفتوحةٍ، والباقون {لله} بترك ألف الوصل وإثبات لام الجر وجرِّ الهاء.
(٢) المقنع ص/ ٩٥.
(٣) قرأ حمزة والكسائي {شقاوتنا} بفتح الشين والقاف وألفٍ بعدها، والباقون بكسر الشين وسكون القاف وترك الألف.

<<  <  ج: ص:  >  >>