للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الألف من هذه العشرة إذا وقعت قبل الهاء فإنما منعت الإمالة لأنَّ الحرف الممال لابد له مِنْ حرف قبله متحرك بالفتح ليغير ذلك الفتح إلى الكسر فيكون التغيير سُلَّماً إلى إمالته، والألف ساكنة لا يمكن ذلك فيها فامتنعت الإمالة، ولأنَّ سكون هذه الألف قبل الهاء قد أزال المناسبة التي بينها وبين الألف، وإذا زال الشبه وهو العلة زال الحكم وهي الإمالة. وأيضاً فإنَّ هذه الألف أكثر ما تقع وأصلها الواو والواو تبعد من الإمالة، وأيضاً فإنَّ هذه الهاء لو أُمِيلت لم يمكن ذلك إلا بإمالة هذه الألف وتقريب الفتحة التي قبلها أيضاً من الكسرة، ولو فعلنا ذلك لالتبس وظُنَّ أنَّ الإمالة للألف دونها.

وأما العين والحاء فإنهما قريبان من حروف الاستعلاء، وليس في حروف الحلق أقرب منهما إليها فجعل لهما حكمها، ولأنهما يوجبان الفتح في نحو يذبح، ويرحل، ويجمع، ويجعل، فأوجب ذلك بُعْدَهما من الإمالة، فهذه علة الأحرف العشرة التي ذكرها.

٢ - وَيَجْمَعُهَا حَقٌّ ضِغَاطُ عَصٍ خَظَا … وَأَكْهَرُ بَعْدَ اليَاءِ يَسْكُنُ مُيِّلا

٣ - أَوِ الكَسْرِ وَالإسْكَانُ لَيْسَ بِحَاجِزٍ … وَيَضْعُفُ بَعْدَ الفَتْحِ وَالضَّمِّ أَرْجُلا

أي: يجمع هذه العشر قولك: «حقُّ ضغاطٍ عصٍ خظا»، ومعنى هذه الكلمات أنَّ ضغاط العاصي حق لا سيما إذا خَظَا أي: سمن، يقال: خَظَا الرجل يخْظُو إذا سمِن وكثر لحمه، فمن كان بهذه الصفة فحق ضغاطه يشير إلى ضغطة القبر، ومثال ذلك: {النَّطِيحَة} (١)، و {الحَاقَّة} (٢)، و {قَبْضَة} (٣)، و {البَالِغَة} (٤)، و {الصَّلوة} (٥)، و {بسطَة} (٦)،


(١) الآية (٣) من سورة المائدة.
(٢) الآية (١) من سورة الحاقة.
(٣) الآية (٩٦) من سورة طه.
(٤) الآية (١٤٩) من سورة الأنعام.
(٥) الآية (٣) من سورة البقرة وغيرها.
(٦) الآية (٢٤٧) من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>