للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: «كيف رتلا» أي: كيف رتل القراءة فإنه يضم وقال: «عن زاهد» إشارة إلى عدالة نقله لأنَّ مكّيَّاً (١) وغيره اختار الإسكان وقال لخفته/ ولأنَّ عليه أكثر القرَّاء.

٥١ - وضَمُّكَ أُولَى السَّاكِنَيْنِ لِثَالِثٍ … يُضَمُّ لُزُومَاً كَسْرُهُ فِي نَدٍ حَلا

اعلمْ أنَّ الأصل في حركة التقاء الساكنين الكسر، وإنما كان ذلك لأنا رأينا الفعل يسكن آخره ويلقاه الساكن ولا بد من حذفٍ [أو تحريك في نحو: ينهى الأمير، ويغزو الغازي، ويرمي الرامي] (٢)، ويمحو الله، ويدع الداع، ويخشى الله، ويأتي الله.

وأما التحريك فبالحركات الثلاث، وإنما كان الكسر منها هو الأصل لأنَّ الضم والفتح يدخلان في الفعل للإعراب فاختير الكسر لالتقاء الساكنين ليغاير بين حالتي الإعراب والبناء فحركوا بالكسر لئلا يتوهم أنه إعراب، فقالوا: اضرب الرجل، ولم يذهب الكتاب، فلما تمهد ذلك حُمِل عليه جميع ما يلتقي فيه ساكنان من اسمٍ أوحرفٍ.

فإن قيل: فهلاّ جعلتم الحروف أصلاً دون الأفعال لأنها ساكنة للبناء.

قلنا: كيف نجعل أصلاً يقاس عليه ما ليس بأصلٍ في نفسه، وإنما يأتي لمعنى في غيره، ثم إنهم بعد ذلك ضَمُّوا الاعتراض أمرين:

أحدهما: الإتْباع كراهة للخروج من كسرٍ إلى ضمٍ لأنَّ الساكن بينهما ليس بحاجز حصين فلم يعتدُّوا به، والأمر الثاني ليدلوا في مثل {قُلْ انْظُروا} (٣)، {ولَقَد اسْتُهْزِئ} (٤)، مع ما تقدم من ذكر الأمر الأول


(١) الكشف ١/ ٢٧٤.
(٢) مابين المعقوفتين غير واضحٍ في الأصل.
(٣) الآية ١٠١ من سورة يونس.
(٤) الآية ١٠ من سورة الأنعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>