التأنيث» هذا من أسباب الإمالة، هو المشبه بالمنقلب عن الياء، وهذة الألف للتأنيث لاأصل لها فانقلبت عنه، وإنما شُبهت بالمنقلبة عن الياء لأنها تتصرف بالياء في التثنية والجمع كقولك: حُبليان وحُبليات ثم ذكر هذه الألف أين تكون فقال:
يقول: كيف جرت فَعْلَى بفتح الفاء، أو بكسرها، أو بضمها ففيها نجد ألف التأنيث، وإن ضم فعالى أو فتح فهي فيه أيضاً، «فحصَّلا» أراد فحصلن، وليست الفاء فيه رمزاً لأنه في هذا البيت لم يحْكِ مذهب قارئٍ وإنما ذكر فيه أين تقع ألف التأنيث، في الكل ميلا كيف وقد سبق قوله:«وفي ألف التأنيث في الكل ميلا» فهذا [تصريح](١) بأنهما ميلا ألف التأنيث أينما وقعت ولم ينفرد حمزة بشيء من ذلك دون الكسائي، فلا يكون قوله:«فحصلا» رمزاً، والتحق بهذا الباب موسى، وعيسى، ويحيى، وهو مذهب القراء والكوفيين فيها، وبذلك أخذ القراء اعتماداً على أنها فَعْلى وفِعْلى وفُعْلى.
٥ - وفي اسْمٍ في الاسْتِفْهَامِ أَنَّى وَفي مَتَى … مَعَاً وَعَسَى أَيْضَاً أَمَالا وَقُلْ بَلَى
يقول: وألف التأنيث في اسمٍ استعمل في الاستفهام نائباً عن حرف الاستفهام وهو أنَّى، ومتى، وأما أنَّى فكان ابن مجاهدٍ يختار أن يكون فعلى، وكان يأخذ فيه بالإمالة لأصحابها، وأما مَتَى فهي لاحقةٌ بالظروف، ومعناها أي: حين فألفها أصلية مُشْبِهَةٌ بألف التأنيث لأنها لا أصل لها في الحركة، ولا هي منقلبةٌ عن ياء، ولو سميت بمتى لرددت ألفها إلى الياء [في التثنية فقلت: